والقضية التى صرح فيها بالرابطة تسمى ثلاثية مثل قولك: زيد هو كاتب أو يوجد كاتبا والتى لم يصرح فيها بهذه اللفظة تسمى ثنائية.
والقضية الثلاثية انما تكون سالبة اذا دخل حرف السلب على الرابطة فرفعها وسلبها. مثل قولك: زيد ليس هو كاتبا وتسمى سالبة بسيطة.
أما اذا دخلت الرابطة على حرف السلب فلا تكون القضية سالبة وذلك مثل قولك: زيد هو لا بصير أو غير بصير أو ليس بصيرا. لأن هو ربطت ما بعدها بالموضوع وصيرت حرف السلب جزءا من المحمول فصار «ليس» أو «لا» مع ما بعدها شيئا واحدا محمولا على الموضوع بالايجاب والاثبات ومثل هذه القضية تسمى معدولة ومتغيرة.
واذا وقع مثل هذا الاسم المتحد بحرف السلب الذي يسمى غير محصل فى جانب الموضوع، سميت القضية أيضا معدولة لكن مطلق العدول لا يفهم الا فى جانب المحمول.
والقضية المعدولة قد تكون موجبة كما ذكرناه وقد تكون سالبة وهو أن يكون حرف السلب فى القضية داخلا على الرابطة مثل قولك: زيد ليس هو غير بصير.
والفرق بين السالبة البسيطة والموجبة المعدولة أما فى الثلاثية فمن وجهين:
أحدهما-من جهة الصيغة وهو أن حرف السلب داخل على الرابطة فى السالبة ومدخول عليه فى الموجبة المعدولة.
وأما من جهة المعنى فهو أن موضوع الموجبة المعدولة لا بد من أن يكون موجودا لأن حكمها الاثبات، فان «هو» اذا كان قبل حرف السلب يقتضي ثبوت ما بعده للموضوع سواء كان ما بعده قابلا للثبوت أى وجوديا أو لم يكن قابلا للثبوت أى أمرا عدميا سلبيا.
فلسنا فى اعتبار صدق القضية وكذبها بل فى اعتبار مقتضى القضية، اذا تأخر حرف السلب عن الرابطة ولا محالة أن مقتضاها اثبات ما بعدها وايجابه
পৃষ্ঠা ১৭৮