فان التمييز حاصل به حسب حصوله بمؤلف منه ومن غيره وان لم يكن وافيا بجميع ذاتياته، مع أن انتقال الذهن الى الشيء المحدود من الفصل أسرع فانه أبين للشىء من اللوازم الغير الذاتية ولا يلزم من هذا أن يجعل اللفظ المفرد الموضوع بالمطابقة للمحدود حدا له بسبب كونه دالا على ماهيته.
لأن الحد للبيان فلا بد فيه من مجهول ومعلوم ولا يكون المجهول عين المعلوم، فماهية الانسان مثلا ان كانت مجهولة من حيث هى مجملة فكيف تكون هى بعينها معلومة من ذلك الوجه حتى تعلم نفسها بنفسها.
اللهم الا أن تكون الماهية معلومة والمراد باللفظ ملتبسا فحينئذ يعرف بلفظ مرادف له أو بلغة أخرى.
واعلم أن تعريف الماهيات التى لا حدود لها أى الحدود المركبة من المقومات لفقدانها الأجزاء الذاتية انما هو بلوازمها واذا كانت لوازمها بينة ينتقل الذهن منها الى فهم الذات كان ذلك فى حقها تعريفا قائما مقام الحد وان لم يكن حدا لأنه تعريف الشيء بتوسط حال من أحواله فكان كتعريف الشيء المركب بتوسط مقوماته.
وهذا (1) انما كان حدا لأنه يعرف حقيقة الشيء كما هو، والبسيط ان كان واحدا لا كثرة فيه وعرف بتوسط شيء فقد عرف كما هو، فلا ينبغى أن يتقاصر هذا التعريف عن تعريف الحد أى تعريفه (2) بتوسط ألفاظ موضوعة لمقوماته، لأنه لا افتراق بينهما فى توصيل الذهن الى حاق الشيء.
وان لم تكن اللوازم بينة فلا يخلو اما ان يقصد بالقول المركب من لوازمه
পৃষ্ঠা ১৫১