Basa'ir fi al-Fitan
بصائر في الفتن
প্রকাশক
الدار العالمية للنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
প্রকাশনার স্থান
الإسكندرية - مصر
জনগুলি
فأبو هريرة ﵁ كتم الأحاديث التي فيها الفتن، والأحاديث التي في بني أمية، ونحو ذلك من الأحاديث، ككتمه لأسماء الأُغَيْلمة السُّفهاء الذين يكون هلاك الأمة على أيديهم؛ فقد قال ﵁ سمحت الصادق المصدوق يقول: "هلكةُ أُمتي على يدَي غِلْمَةٍ من قريش" ... ثم قال أبو هريرة: "لو شئت أن أقول بني فلان، بني فلان لفعلت" (١). وفي رواية: "إن شئْت أن أُسَمِّيَهُمْ، وبني فلان، وبني فلان" (٢).
"فأبو هريرة ﵁ كتم الوعاء الآخر الذي حفظه من رسول الله ﷺ، ولم يبثه، بل حفظ لسانه وكفه من إشاعته؛ درءًا للمفسدة وخشية الفتنة، علمًا بأنه قال هذا الكلام في زمن معاوية ﵁، ومعاوية قد اجتمع الناس عليه بعد فرقة وقتال، معلوم في التاريخ ما حصل فيه، فأبو هريرة كتم الوعاء الآخر، ولم يبثه في ذلك الزمن، وكتم - أيضًا- بعض الأحاديث الأخرى التي ليست من الأحكام الشرعية؛ كل ذلك لأجل ألَّا تكون فتنة بين الناس، فهو ﵁ لم يقل: إن رواية الحديث وقوله حق، ولا يجوز كتمان العلم، لم يقل ذلك؛ لأن كتم العلم في مثل ذلك الوقت -وقت الفتن- الذي تكلم فيه أبو هريرة لا بُدَّ منه؛ جلبًا للمصلحة ودرءًا للمفسدة، لكيلا يتفرق الناس شذَر مذَر بعد أن اجتمعوا في عام الجماعة على معاوية بن أبي سفيان ﵁. وصنيع أبي هريرة هذا يدل على حكمته وحصافته وفطنته ﵁؛ حيث حفظ لسانه زمن الفتنة بُغية اجتماع الأمة وعدم افتراقها" (٣).
(١) رواه البخاريّ (١٣/ ١١) رقم (٧٠٥٨)، ومسلم (٤/ ٢٢٣٦) رقم (٢٩١٧). (٢) رواه البخاري (٦/ ٧٠٨) رقم (٣٦٠٥). (٣) "موقف المسلم من الفتن" للحازمي ص (٤٢٨، ٤٢٩).
1 / 61