عَاد الحَدِيث
ووصلتني مُكَاتبَة كَرِيمَة فاضلية جَوَابا عَمَّا كتبته إِلَيْهِ أَولا من الطَّرِيق تاريخها منتصف ذِي الْقعدَة ونسختها
وقف عبد الحضرة السامية القضائية الأجلبية الْعَالم الصَّدْر لَا زَالَت بِعَين الله مَحْفُوظَة مكلوة وَلَا بَرحت حقائبها بذخاير الْبر مملوه وعرائس محاسنها على وُجُوه الإفهام مجلوة والطاف الله القوية كافلة لَهَا بِمَا لَا تصل إِلَيْهِ بالحول وَالْقُوَّة على كِتَابه الْكَرِيم الَّذِي تنزه طرفِي فِي موشى رياضة والقطت فكري من تضاعيفه الدّرّ الثمين من بياضه وكلفت خاطري الْإِجَابَة فمل يسْتَطع صرفا وَلَا نصرا وأنهضته فَجمع بَين الكبوة والكآبة فَقَالَ ألم أقل لَك إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا وأمل مَا أخل فِيهِ بِالْمَقْصُودِ فَقَالَ إِذا لمته لَا تؤاخذني بِمَا نسيت وَلَا ترهقني من أَمْرِي عسرا أَنِّي لَك وَمن أنالك أَن تباري من جَاءَ بِالْفَضْلِ من حَيَّة وَقلت أنوار الشَّمْس أَن تستمير من نوره وَلَكِن من فِيهِ وَلَا تعش إِلَى محَاسِن يقصر عَنْهَا الأعشيان واطو اخلاسك عَن مجاراة من لَا يجاريه الطاءان وَلَا الصادان وَلَا ينوء بأثقال مباراته من نسب إِلَى تصنيفه النونان وَهل أَنْت الا كسير لَا تَسْتَطِيع نهضة رجل من الركاب وَلَا نهضة لِسَان مَعَ الْكتاب وَلَا نهضة يَد مَعَ الطلاب فاربع على غير مربع وطر بالأسى أَو قع وَعرف حَدِيث الْجمال الذاهبة وَالطَّرِيق الْمُبَارَكَة والسلامة الْمَوْهُوبَة والصحبة المشورة والخدمة المستتبة وَظَهَرت آثارها بالنظم المستحسن فِي الْكتب الشَّرِيفَة وَعِنْدهَا يُؤثر أَن يكون حَرِيصًا على أجلاب الْحَظ بِالْحَال لَا بالمقال وبيد الدَّلِيل فِي اجتلاب الحظوظ الَّتِي تقصر على اقتراحها وسوق الآمال الَّتِي يكبو زناد الطّلب دون اقتداحها وَقد كتبت فِيمَا أشارت إِلَيْهِ من الطّلب الرابضة ووفقت على نسخ الْكتب الشَّرِيفَة الأمامية صلوَات الله على من هطلت بركاتها من سحب مسائه وانبجست أنوارها من ينابيع آرائه وفيهَا بِحَمْد الله مَا يجمل الْمولى وَيَرْفَعهُ وَكَيف لَا يشرف من يعْنى بِهِ وَقد شرف بِهِ من يسمعهُ وَقد وقفت على الِابْتِدَاء وَأَنا مُتَوَقف الْوُقُوف على الْجَواب وَعِنْدِي من محاسنها عَسْكَر وَلَكِن مَا يَسْتَغْنِي مِنْهَا عَن فوارس الأعتاب
3 / 65