وكانت الألفاظ الرنانة عند شكسبير كبيرة القيمة، وهي عند شو غش يجب تجنبها.
ويقول شو عن شكسبير في استصغار شأنه:
لماذا ننفق وقتنا، نحن الذين ورثنا تراث العصور العظيمة، وعرفنا الأشعار المسرحية لجوتيه وإبسن، ووقفنا على الألحان الموسيقية لأسرة الموسيقيين العظماء من باخ إلى فاجنر، لماذا ننفق وقتنا على دراسة الكتاب العاديين في عصر الملكة إليزابيث أو نشجع المؤلفين الأغنياء في أيامنا على تقليدهم، أو نتحدث عن شكسبير كأن تفاهاته بشأن الأخلاق أو فصاحته المزيفة بشأن الحروب، أو ما تنطوي عليه بعض دراماته من أحاديث الحانات، أو سائر حشوه وثرثرته، أو عجزه عن دراسة قشور الفلسفة التي سرقها بلباقة تستحق الدرس ...
وقد قال تولستوي مثل هذه الآراء في شكسبير، بل زاد عليها استصغارا لشأنه واستقباحا لأفكاره وأسلوبه، ولكن شو مع ذلك لا ينكر بعض الميزات التي امتاز بها شكسبير.
إن أدب القرن العشرين هو أدب الثورة على شكسبير الرومانسي، أدب القعقعة والصلصلة ومجد الحروب والشعوذة، وقد أدت عبادة شكسبير من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر إلى حرمان المسرح الأصالة والابتكار، ليس في إنجلترا وحدها بل في فرنسا وألمانيا أيضا.
وقد كان «زولا» الواقعي المؤكد يجد في شكسبير خصما للواقعية حتى قال فيه: «ليس لمن ينتمون إلى شكسبير، انتماء الزنا، أن يسخروا من الأبناء الشرعيين لبلزاك.»
بلزاك واقعي، ناقد، اجتماعي، أما شكسبير فرومانسي لم ينتقد المجتمع.
وزولا الذي فهم الواقعية بدراسته لطبيعة الإنسان في غرائزه يكره شكسبير الذي فهم الإنسان في زيناته وبهارجه.
وبرنارد شو يستصغر شأن شكسبير حتى في فنه، فيصف أشعاره المرسلة بأنها عبث سهل يمكن أي أديب ناشئ أن يؤلف مثلها في سهولة تامة، ولا يجد شو في شكسبير من الدرامات التي تستحق الاحترام سوى درامة «هامليت»، ويصفها بأنها تكاد تكون «غير شكسبيرية» لأنها تحوي مواقف التردد والبحث عن الضمير والتساؤل الفلسفي.
إلى هذا الحد يزدري شو بشكسبير.
অজানা পৃষ্ঠা