إن أعظم ما أنشده في حياتي أن أجد في لذة الفن تلك الحماسة التي أجدها في اللذة الجنسية.
ويقول لنا المترجم بحياته هذا إن شارلوت كانت تكره الرجال، وإنها شرطت على برنارد شو قبل الزواج أن تبقى عذراء.
برنارد شو.
ولكن من منا يسيغ هذا الكلام ويقبل هذا المنطق؟ فإن المرأة التي تنفر من الرجال تستطيع العيش في عزوبة بعيدا عن الرجل، وكذلك برنارد شو لم يكن بالعازف عن المسرات الجنسية كما نعرف من اقتحاماته الغرامية العديدة قبل الزواج.
صورة عائلية: والدة شو إلى اليسار، ووالده إلى اليمين، وجورج فاندلير في الوسط.
والدة شو في حديقة منزلها في لندن 1897.
وإذن كيف نفسر هذه الرهبانية في مسلك برنارد شو أربعين سنة؟
أفسرها بأنه قد تزوج بعد الأربعين، أي بعد أن شبع من المغامرات الجنسية، وحين شرع في الفن والثقافة، دعوة الاشتراكية، ونزعة الإنسانية، تستولي جميعها على كيانه النفسي الذهني وتستأثر بكل مجهوده، وصار يجد أن هذا المجهود يجب ألا ينتقصه أي مجهود آخر في الحياة الجنسية.
إنها حياة العزوبة قد آثرها الفنان أمام نفسه وضميره، مع النفاق الاجتماعي الذي خدع به الناس وأوهمهم أنه زوج مثل سائر الأزواج، حتى لا يثير موقفه التساؤل والاستطلاع من الفضوليين.
وعلى قدر القصد الإنساني تكون التضحية بالذات.
অজানা পৃষ্ঠা