أحاديث، قيل: والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحة والله أعلم.
لأنه كان كثير الانتقاء والتحري، فقد روي عنه أن قال: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول، وأنه قال: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح، وجمله ما في كتابه هذا سبعة آلاف حديث ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا بالأحاديث المكررة، لأنهم يقرءون الحديث الواحد المروي بإسنادين حديثين، وقد قيل، إن أحاديثه بإسقاط المكررة أربعة آلاف حديث، والله تعالى أعلم.
ومن كثرة جده واجتهاده رحمه الله تعالى ما روي، أنه قام في ليلة واحدة ثمان عشرة مرة يسرج ويعلق ما يتذكر.
أخبرنا بذلك مسند الشام الناصر أبو حفص الطائي الدمشقي سماعًا بها، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني قرئ عليه وأنا حاضر في الرابعة سنة تسع وست مائة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد هو أبو سعيد، قال: حدثنا محمد بن يوسف البخاري، قال: كنت عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمانية عشر مرة.
وروي عن الفربري أنه قال: رأيت النبي ﷺ في النوم، فقال لي: أين تريد؟ فقلت، أريد محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقره مني السلام.
وروي عن النجم ابن فضيل البخاري أنه قال: رأيت النبي ﷺ يمشي، كلما رفع قدمه وضع محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع، والله تعالى أعلم.
1 / 82