============================================================
وأ كثر فقال : لا أشهد ، إن الله تعالى قسم بينكم فأحسن ، فمن رغب برأيه عن أمر الله قد ضل ، أوص لذى قرابتك الذين لايرثون ، ودع المال على قسم الله .
قال الله تعالى (فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) آى عدلا فى الوصية . ولا يجوروا فيها وقال ابن مسمود رضى الله عنه : هما المريان الامساك فى الحياة، والتبذير عند الممات . المريان تثنية المرى ، نسبهما إلى المرارة لما فيهما من المأثم .
فكل هذه الاحاديث مصرحة بالنهى عن الجور فى الوصية، وهذه خصلة قبيحة قد ظهرت فى بلادنا وكثرث بين أظهرنا ، وقطعوا الميراث، وتحيلوافى ذلك بالحيل الخبيثة ، حتى ان الرجل ليبيع ماله فى مرض موته، أو فى صحته حسدا لبعض ورثته، ويفعل ذلك فرارا ، ويطوى عليه جانبه إزورارا ، ولم يخش فى ذلك عارا ، ولا نارا ، ويقطع نسوة ضعافا ، وأطفالا صغارا، وأنا أستغفر اله إنه كان غفارآ، لأ نى قدجهلت فحضرت على ذلك مررا : واستعين به على قطع هذه البدعة، وإطفاء هذه الشتعة ، ولا خول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
{فصل} ثم ما ذكرته أولا فهو مالم يبالغ فى الكدح ، مبالغة تورث القدح ، فان بالغ فى ذلك مبالغة منكرة، وسارفى طلب الدنيا سير القنبرة والقسورة،
وأعمل فى تحصيلها يده وسمعه وبصره، ولم يكتف بما كفاه من المال وستره، فهو كساع بنفسه إلى المجزرة أو المقبرة ، وعاد حينئذ مدحه ذما ، وكدحه فى ذلك اثما وكثرته فى الحقيقة عدما واعلم أن حقيقة السعادة القوية، الدنيوية والأ خروية ، بعد آداء الوظائف الشرعية ، والتأدب بالآ داب السنية ، أن يكون للمرء مسكن يأويه ، وضيعة قريبة غلتها تكفيه ، ولا تزيد على كفايته فتطغيه، وزوجة مؤمنة تواتيه ، وولد مبارك يسليه، وجار صالح لا يؤذيه، وخادم عن مهنة نفسه يحميه ، وما وراء ذلك فلا حاجة له فيه . ققد قال رسول الله لالتهو "من أخذمن الدنيا فوق ما يكفيه آخذ جيفة
পৃষ্ঠা ৪৪