============================================================
الاثم عن نفسه لاغير، وفرض الكفاية اذا ترك أثم كل المكافين من المسلمين، فأذا فعله أحد سقط الاثم عن نفسه وعن جميع المسلمين ، وقام مقام المسلمين أجمع ، فلا شك فى رجحانه وحسن إيمانه لكن قد جبل الله تعالى الطباع على الاشتغال بها فلا سبيل الى تركها ، والآن اسعى الى بيان فضلها {فصل} اعلم ان دلائل فضائل الزراعة أكثر من أن تحصر، وأشهر من تذكر، وارتفاعها على سائر الحرف لاينكر ، لكفى أشيرالى نبذ مما ورد فى فضلها مختصرا ان شاء الله وبه الثقة . وأنا معترف بقصورى عن درجة المرتفعين، وبكونى فى النازلين المتضعين، وبالله أعتعم من عيب الباغضين المدعين، وأطلب مسامحة الناظرين فيه والمستمعين ، وعلى الله أتوكل وبه أستعين ، وأسأل الله الرضى عنى وعن والدى وعن جميع المسلمين أجمعين . وليجتهد المبتدؤن فى تحصيل هذه البضاعة {فصل} نمن فضائل الزرع أن الله سبحانه وله الحمد عدد نعمه على العباد مما أنعم به عليهم من الايمان وغيره ، فعدد وكرر فى كثير من الآيات، ما أنعم به من اخراج الزرع والنبات ، ووصف به نفسه بأنه هو الذى أخرجه للحاجات فقال الله تعالى (وهو الذى أنزل من السماء ماء فاخر جنا به أى بالماء -نبات كل شىء فأخر جنا مته - يعنى من الماء - خضرا نخرج منه حبا مترا كبا) يعنى سنابل البر والشعير والارز والنرة وسائر الحبوب ، يركب بعضه بعضا كدا قاله أهل التفسير . وقال الله تعالى (وهو الذى أنشأ جنات معروشات) وهو ما انبسط على الأرض وانتشر كالعنب والقرع وهو شجر الدباء والبطيخ وغيرها (وغير معروشات) ماقام على ساق وبسق كالتخل والزرع وسائر الاشجار كذا قاله ابن عباس رضى الله عنهما ثم قال ( والتخل والزرع مختلفا أكله) أى ثمره وطعمه الحامض والمر والحلو والردىء . وقال الله تعالى (وفى الأرض قطع متجاورات) أى متقاربات متدانيات يقرب بعضها من بعض فى الجوار ويختلف
পৃষ্ঠা ১০