116

বাকাইয়্যাত

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

জনগুলি

يرحل الشاعر، الكلمات

ويبقى البكاء، الخديعة.

14 •••

نهر أنت يسارع نحو مصبه، صوفي عجلان الخطو إلى ربه، صارعت الموج صراع البطل البائس، لم تظفر إلا بنصيب الملاح البائس، لكنك عشت وجربت النشوة في الإبداع، وكتبت شهادة ميلاد القادم من رحم الأيام الحبلى بالأوجاع، جاء وما كنا ننتظر بهذي السرعة، لم نتحسب وقع خطاه البشعة. عشت الفن، عرفت، رأيت وألقيت بنفسك في النار، لم تتركنا بعدك زادا لجراد العصر الجرار، ريشا في وجه السيل الزاحف بالمجد أو العار. يا ربان سفينتنا الغارقة تركت الدفة للتيار. هل يجرفنا الموج الجارف بعدك أم نصمد للإعصار؟ •••

ضاقت كأس القلب المثقل عن فيض البحر، فتحطم وتحطمنا معه، وانداحت في الرمل الغادر روح الخمر، والمصباح انطفأ وما طلع الفجر، وا حسرة ليل يجمعني ورفاق العمر! •••

حزنك! ماذا أكتب عن حزنك؟ أين الكلمات تعبر عما يجرحني في عينيك؟ خرس كل لغات الأرض، ولا تفصح عن سر عذابك أو شجتك. تبصر ما لا نبصر. تسمع ما لا نسمع، لو كنا نعلم ما تعلم، لأمتنا الضحك على الغم، وبكينا ما شاء الدمع على القدر المفجع. •••

الشعر ملاذك، بل منفاك الموعود، وطنك في غربتك على أرض الوطن المنكود، أمك وأبوك وصاحبك الأوحد، يتخلى أحيانا عنك، ولكن لا يجفوك يهرب أياما أو أعواما، ثم يعود لينظم عقد الحرف المنضود، تعصف حولك ريح الزيف، تنكسر على صخر الرغبة والخوف. يتغضن وجه الزمن السيء بالغلظة والإرهاب. تنطفئ قناديل البهجة، فالليل خواء وخراب، لكن الشعر يجيء إليك، فيمسح فوق الرأس المتعب، وترفرف أجنحة الطير الوافد من بار ناس والأوليمب ونجد ويثرب، فتردد قيثارتك أنين الجرح ونبض القلب.

بعد شهور الوحشة والبعد يعود إليك الصوت الشارد في الصحراء. بعد التيه اللاغب في نثر الأيام المتشابهة يزورك طيف ملاكك ذي المنقار الذهبي رفيقا كالعذراء، يكتب آخر بيت في شعر الزمن المقتول. يكفيك من عناء الرحلة الوصول، وأن نفسك التي تعذبت وجربت تغير الوجوه والفصول، قد أشرقت بنورها ونحن لا نزال في غياهب الغروب والأفول. •••

عشت حياتك تتأمل معنى الموت وتحياه كما فعل حبيبك أفلاطون، نلمس زحف الأفعى في جسد الكون المحبوب الملعون، زحف الدودة في أصل الشجرة، وأخذت تمد الكفين، وتقطف منها الثمرة . لا ليس الكل بباطل، ليس كقبض الريح. كذب سليمان ووقع «المازني» في هاوية اليأس يئن أنين جريح. أحببت حياتك وحياة الناس. كل حياتك لحظة صدق، لحظة إحساس، وقضيت سنيك الخمسين على مسرح هذا العالم تتعثر، تسقط، تنهض، تصرخ من أعماق الدهشة والألم القاسي: كوني يا نفسي من أنت، وطني هو هذا الوطن، وأرضي هي هذي الأرض، وهنا أقف وأتعذب، وأثور وأرفض، أبكي وأضحك، أهتف أحيانا قد سلمت وتعروني رعشة ألم عذب ومض جربت جحيم العالم، ذقت نعيمه، حتى امتلأت كأسي واستغنيت وأتممت، فإذا جاء الموت ووضع على رأسي التاج تبسمت، وهتفت تعال وخذ ثمرتك، فقد شيبها طول الحزن على شجرة الليل وشبت. وينادي: أنت الحي الأوحد بين الأموات، فما أبعدك عن الموت! •••

ما جدوى العيش؟ ما جدوى الحب؟ ما جدوى الفن؟ ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ أنا لا أملك إلا الكلمة، والكلمة تسقط تحت حذاء الرخ المغرور، تسقط كالطير ذبيحا تحت عيون الشعب المقهور. ماذا أفعل والسيف الأعمى لا يبصر، والكلمة حقل مجهور مقفر، ومثقف هذا العصر يدنسها، يعبث بجناحيها، يكسوها أقنعة زاهية كحواة السيرك ويفقأ عينيها كالطفل المأفون، يحشدها بالفرقعة وبالجمجمة كالبالون، ويظل سؤالك عطشان، فهل يرويه الحلاج بدمه والمجنون؟ •••

অজানা পৃষ্ঠা