বাকাইয়্যাত
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
জনগুলি
الطيبة جنت عليك. (في أيامنا يسميها الكذابون ضعفا، كما يعدون الرقة عجزا والوداعة والأدب جبنا) البراءة والنقاء ظلماك (وكل ما فعلت أن حاولت البقاء نقيا أبيض مهما خضت المستنقعات). فنيت فيما كتبت ونقلت (صادقا تقول: ما أقله وأهون شأنه! كم كانت هناك أعمال أخرى أجدر وأهم!) حتى أوشكت أن تتقمص أرواح الذين شغلت بهم. أسروك حتى كدت تصبح صدى لا صوتا، نسخة لا أصلا. أكانت «شهامة» وأداء واجب، فريضة لغة بادرة شاءت المصادفة أن تطرق باب حضارتها وأدبها. ولم لم تستطع الجمع بين هذا «الواجب» وواجب آخر أكبر منه؟ أهو ضعف الحيلة، قلة الهمة، غباء الطبع، ذل الخبز اليومي، لذة الانبهار بالآخر والغير، غرور التلويح به في وجوه الآخرين؟ ربي، ماذا كان الأمر؟
المسألة - كما قيل بحق - نسبية، والغرور لم يبلغ بك أن تصدق الثناء. (في النهاية: ماذا تقوى الكلمة أن تفعل في مجتمع متخلف؟)
والشركة ما زالت تدميك: لم لم تحقق نفسك أو بعض نفسك؟ لم لم تستجب للحظة الخلق؟ لم لم تصبر وتثابر، وفي أجيال الرواد وأجيال معاصريك وجوه مضيئة تحبها وتتعلم منها؟ بالأمس فتحت كراساتك القديمة - كدت تنساها في غبار الأدراج! - طالعت خواطرك وقلبت المشروعات (عشرات القصص بدأتها ولم تتمها، مسرحيات وروايات طويلة وقصيرة) أين كنت؟ لم جرفك التيار؟ كم نحن أغنياء بالأفكار فقراء في الأعمال!
6
يهزون رءوسهم ويقولون: مترجم حساس، وباحث جاد. وتطعن في القلب، وتدور دوامة التدريس، تطحنك الطاحونة (ترى كيف يواجه المحنة من هم أعظم منك وأعلم؟ أم أنك تهول كعادتك وتصارع شبحا لا وجود له إلا في رأسك؟!) وفي النهاية لم تقول هذا الكلام؟ لمن؟ ألم يكن الأولى أن تصوره في مشاهد ومواقف وشخصيات؟ أهو العشق الموروث، تعذيب الذات؟ ألا يجدر بك أن تبدأ السير عن طريق الثقة والاطمئنان؟ أتبذل وعدا؟ أتحاول أن تنزع خيطا من عقدة صمتك؟ من يكترث بدمعك؟ من يهتم بحائط مبكاك؟
قاس عليك الزمن، كان الزمن قاسيا، عشت الزمن الأسود، الضوضاء حاصرتك، والإزعاج طوقك وأطبق عليك. (ألهذا آويت لكهفك، وجعلت تراث الإنسانية منفاك؟) الجهد كان قليلا والحيلة ضعيفة، الشعارات تنطلق وتدوي، رياح الجديد والغريب تعصف، الانبهار بالموضات والعجائب يذهل النفس عن ذاتها (أنت أيضا شاركت فيه، هل تقبل توبتك الآن؟) البطولات الزائفة والصيحات الكاذبة وتعليمات كهنة الأيديولوجيات «ينبني ويجب ولا بد» سحقت براعم المواهب المتفتحة، وشتتت أوراقها، وأرعبت عصارتها الحية، وسلطت عليها سموم الإدانة (بعضها سكن، بعضها اتجه للمسلسل والتلذذ بطعم الدولار، بعضها لاذ من جحيم الضوضاء إلى قاعات الدرس، أقلها نجح وصمد وأبدع أعمالا لا يبدعها إلا الصبر).
عشت الزمن الأسود (عندما يظهر الطاغية الكبير يصبح الجميع طغاة صغارا، من الحاكم إلى الكناس وجندي الشرطة)،
7
لم تعذب ولم تعلق من قدميك، ولم تركل ولم تلطم على وجهك، ولكن بعض الذين ذاقوا العذاب والتعذيب والركل واللطم كانوا أقرب الناس إليك. وكتبت عن الطغيان (حتى أوشك أن يكون هو اللحن الأساسي في كل كتاباتك القليلة الشأن)، حتى الدراسات لم تخل منه - مع الحذر الواجب.
حاولت - على طريقتك الهامسة الحيية - أن تواجه الإزعاج والضوضاء، كتبت عن «صمت جوته»، وعن السكينة التي قتلناها، فقتلنا معها روح العلم والهدوء والنظر المتزن. كانت الحناجر أقوى من العقول (هناك الآن بصيص أمل في أن كفة العقل والعلم بدأت ترجح)، لكن هل اختفت من حياتنا الأصوات العالية والادعاءات المدوية والعنتريات الزائفة؟ أليس من واجبنا نحن الكتاب أن نقاومها ونخمد أنفاسها؟ يتردد في سمعي الآن صوت بح من الدعوة للعلم، للفكر المنتج عملا، للنظر الخالص من اضطراب العواطف وزعيق الشعارات وبريق المطلقات والتعميمات، وبالجملة من الكذب والضوضاء التي كادت تصبح علامة عربية
অজানা পৃষ্ঠা