وأما قولي: عن دعواهم إنها منافية للعدل: فلأن الوصية [في التوراة] تجتزيء1 ذنوب الآباء من الأبناء إلى ثلاثة وإلى أربعة أجيال، حسبما جاء في {الوصية الثانية} من الوصايا العشر2، وهذه [الوصية] يحتسبها العقل ظلما؛ إذ أنه يسمع العدل الحقيقي الإلهي من فم نبي آخر يقول: إن النفس التي تأكل الحصرم هي تدرس3، وقوله: لا يموت الابن بخطيئة الأب4.
فكيف يسلم العقل ههنا بأن خطيئة آدم وقصاصه يتسلسل جيلا بعد جيل وشخصا بعد شخص، حتى يجيء عيسى ليخلص جنس البشر؟ وأن الله تعالى العادل سبحانه يترك البشر تحت هذا الظلم القسري!؛ أعني: أن آدم يخطئ وتهلك ذريته معه بسبب خطئه إلى أجيال عديدة، [حتى] يرسل عيسى لكي يخلصهم، وما يرى في الناس خلاص ، لأنه كما سبقالقول بأنه لا يوجد قصاص واحد من المترتب على آدم انحل وتلاشى بواسطة الخلاص، الذي يدعون أنه تحقق بعيسى، حتى يمكن أن نستدل به عليه إن كان حقا.
পৃষ্ঠা ১১৮