ভূমধ্যসাগর: একটি সমুদ্রের গল্প
البحر المتوسط: مصاير بحر
জনগুলি
ومن مطالعة أنباء المعارك البحرية في الماضي ندرك جيدا كيف أن تمستوكل أنقذ حضارة البحر المتوسط في سلامين، وقد توجه صف من السفن إلى أسطول العدو توا، فعملت كل سفينة على إنشاب رأسها في جانب سفينة للعدو، وتجد سر هذا الفن الحربي فيما أبدي من حكمة في السرعة. وكانت كورنث قد قاتلت كورسير «كورفو» على هذا الوجه في أول معركة بحرية يونانية حوالي سنة 660 قبل الميلاد، وهذا ما وقع في آخر معركة حربية من هذا الطراز سنة 1866 بالقرب من ليسا حيث أغرق مركب نمسوي مركبا إيطاليا في دقيقتين، وليست النسافة الغواصة غير تطور لهذا الفن الحربي. وفي سنة 500 قبل الميلاد اضطرت أثينة إلى استعارة عشرين مركبا من كورنث لتقاتل إيجين، فغلبت مع ذلك.
بيد أن تمستوكل كان يعرف أن الفرس بحريون ماهرون وأنهم لا يغلبون إلا بطراز جديد من المراكب، ويجازف بحظوته لدى الشعب فيحظر ما تعوده أبناء الوطن من توزيع ما تنتجه المناجم من الفضة منتفعا بهذه الفضة في إنشاء 180 سفينة من التي لها ثلاثة صفوف من المجاذيف في ثلاث سنين.
أجل، إن فكرة وجود ثلاثة صفوف منضودة من الجذافين قد أتت من الفنيقيين، ولكن الطراز الذي أنشأ تمستوكل به مراكبه قبل المعركة البحرية الكبرى كان إغريقيا صبغة. وقد جعل كل شيء مرنا سريعا في السير، وجهزت هذه السفن للمرة الأولى بجسر مائل عن سمت الرأس إلى الأمام فائض عن عرض كتف الرجل، ونشأ عن هذا الاختراع ضرب من المذراة بارز من الحرف فيتخذ في الزوارق الرياضية حتى اليوم. وكانت المعارك البحرية تشابه المعارك البرية في ذلك الحين، وذلك من حيث إنه كان يحاول الوثوب من مركب إلى آخر فيقاتل الرجل الرجل فيكون بهذا كبير أهمية لعدد الجذافين وحذقهم، وفي مثل هذه الأحوال قد يكون لجسر المعركة المستوي فعل قاطع، وقل مثل هذا عن امتداد السفينة إلى ما يزيد على أربعين مترا فلم يجاوزه حتى الويكنغ، والذي ظل معولا عليه حتى اختراع البواخر في القرن التاسع عشر وحتى اتخاذ الحديد في إنشاء السفن. وبما أنه لم يكن للمركب جوف مغطى في ذلك الحين فقد كانت تحفظ الجذافين من الأمواج والشمس والعدو حواجز من النسيج والجلد. ومن العادة أن كان يترك الصاري والشراع على الشاطئ، حتى قيل إن مارك أنطوان «أنطونيوس» عزم على الفرار حينما نقلهما إلى سفينته بأكسيوم.
وقد خيل لتمستوكل أيضا أمر الربان الموسر مع تفويض قيادة المركب إلى آخر حفظا لسلامته الشخصية، وقد جعل الوزن من أجل الجذافين لزمار يأتي بألحان حادة على نسق واحد، وكانت هذه المراكب التي تحرك بذرعان الآدميين تبلغ من السرعة خمس عقد.
107
وإذا ما نظر إلى العقد الثلاثين التي تبلغ بمحركات الزيت القوية يرى التقدم الأدنى الذي انتهى إليه تمستوكل جديرا بنيل «الشريط الأزرق»، ولم يكن لديه في سلامين غير أربعة عشر رجلا مسلحين وأربعة نبالة عن كل خمسين جذافا في ظهر كل مركب، وبما أنه كان يؤكل وينام في البر على العموم، فيندر قضاء عدة أيام في السفن، لم تكن المراكب من الاتساع ما تشتمل معه على مطابخ، وكانت السفن تشحن بالماء الصالح للشرب عموما، وكانت تشحن بالخمر نادرا.
وكان إنشاء السفن يقع بأسرع من تدريب الرجال، وقد أنشأ هيرون مائتي سفينة في 45 يوما، وكان قيصر من القدرة ما أنزل معه أسطولا إلى البحر بعد شهر من تاريخ اختباط الأشجار، وكانت السفن تبلى بمثل السرعة التي تبلى بها السيارات في أمريكة، (وماذا يقول تمستوكل إذا ما علم في الدار الآخرة أن السفينة التي قام كوك بسياحته الأولى فيها مبحرا بين سنة 1764 وسنة 1774 كانت تظل عائمة لو لم تغرق بعد اصطدام؟) غير أن نظام تمستوكل حول تدريب الجذافين كان طويلا صارما، فكان الرجال يتمرنون في البر فوق صقالات
108
خاصة فيقولون بصوت عال موزون: «ري با بي»، وهم لم يعتموا أن دعوا بهذا الاسم. وقد وصف أريستوفان جميع ذلك في تمثيلية خالدة، ففيها يرى كيف يدرب شارون ديونيزوس على التجذيف مستصحبا ضفادع تغني وتنق على الوزن، والعاصفة، لا الفرس، كانت عدو الأسطول الزرقاء مع ذلك.
وفي القرون القديمة زال كثير من السفن بفعل العاصفة أكثر مما بفعل المعارك، ومع ما كان من دخول المركب في الماء نحو متر واحد فقط، ومع ارتفاع جسر المركب مترين، كان ينقل الحيزوم بعشرين طنا من الحجارة على غير جدوى، فما كان أحد ليخاطر بالاعتراك في عرض البحر، فكان يتلبث بالقرب من الشاطئ.
অজানা পৃষ্ঠা