ভূমধ্যসাগর: একটি সমুদ্রের গল্প
البحر المتوسط: مصاير بحر
জনগুলি
تبصر كنيسة وقلعة بجانب بعضهما بعضا، فتميل إحداهما عن سمت الأخرى فوق ذروة رحبة خفيفة الانحدار، فهذا هو الانطباع الذي يحدث في الغريب عندما يدنو من القديس بطرس والفاتيكان، وهنا هو أقصى شمال رومة الغربي، وهو واقع على ضفة التيبر اليمنى، ويمتد أكبر قسم من هذه المدينة على ضفاف النهر بعيدا من هنالك، وتظهر التلال والحقول والسقوف والأبراج والقباب حول المكان، ولكن مع ميل إلى الأسفل، ويبدو الفاتيكان والقديس بطرس، أول وهلة، مسيطرين بارتفاعهما وأبعادهما وموقعهما وتنوع طرازهما فيذكراننا بقدمهما، ومع ذلك فإن الصدارة لكنيسة القديس بطرس التي ليست أجمل الكنائس، ومع أن الفاتيكان ليس أجمل القصور فإنه أدعى مراكز الدول الحاكمة إلى الالتفات، ولو من أجل دوام هذا السلطان مدة أطول من سواها في التاريخ، مدة تزيد على ثمانية عشر قرنا.
وكان النصارى الأولون قد أقاموا بالقرب من حدود المدينة الكبرى حيث تمتد الحدائق كما في الماضي، وكان هؤلاء قد فروا من ضوضاء العالم كمفكرين ومعتزلين فيقضون هنا حياة هادئة قريبة من الرب ومن الطبيعة، ويفترض أن بطرس قد صلب في إحدى هذه الحدائق حوالي سنة 67، وبما أن القانون الروماني كان يسلم الجثث إلى أقربائها فإن أصدقاء بطرس استطاعوا أن يبنوا له ضريحا، وقد أقام خلفاؤه كنيسة حيث صاروا يدفنون فيها، ويمضي زمن طويل فيسلم الإمبراطور قسطنطين مقاليد السلطة إلى النصارى لما ناله جمع ذوي الأخيلة الصغير هذا من أهمية فيما مضى، ويعتقد أنه شاد في سنة 334 كنيسة كبيرة هنالك، فوق الضريح، حيث لا يزال موجودا.
وينم الصليب الذهبي الذي وضعه لمعرفة ذلك الضريح على تلك الرسالة، وكذلك عن لأساقفة رومة الأولين أن يحيطوا الضريح بصفائح من برونز فحفظته هذه الصفائح من تخريب البرابرة. والواقع هو أن ضريح بطرس قاوم أعمال اللص والتدنيس التي أتتها جيوش البرابرة، جيوش ألاريك وجنسريك، ثم أتتها جيوش المسلمين. وقد تفلت هذا الضريح، في القرن السادس عشر أيضا، من كتائب شارلكن البروتستانية (؟) بسبب الأسوار العالية التي رفعها أحد البابوات حوله على ما يحتمل، أو لما يحتمل من قدرته الحافلة بالأسرار.
وأدعى إلى الحيرة من ذلك ما كان من إفلات بقايا بطرس من رجال الفن، ومن ذلك أن برامانت
20
أراد إقامة كنيسة جديدة للقديس بطرس على أرض أخرى، وما يتطلبه ذلك من نقل الضريح، أو كل ما ينطوي عليه الضريح، ولم يوافق البابا على ذلك عن حرمة تقليدية، ويرى برنيني
21
بعد زمن أن يتلف قديم المباني، فيبدو أقل قوة من روح بطرس، وكل ما استطاعه هو أن يؤذي بالذهب وبأبهى الأعمدة وأغرب الأساطين ذلك المنبر الخشبي البسيط الذي كان الرسول يعظ من فوقه.
ومما وقع اتفاقا أن أخذت كنيسة القديس بطرس تتداعى في أثناء اشتداد الصراع الكنسي أيام الانفصال، ويعلم من تقرير الخبراء أن الجدار الجنوبي قد غلظ عن هبوط نحو ست أقدام في أساسه، وهنالك عزم أحد البابوات على هدم الكنيسة عن 1200 سنة من العمر تقريبا، ولا يشتمل البناء القائم في أيامنا على حجر من الكنيسة القديمة التي حفظت بقاياها الهزيلة في متحف وضيع.
ومع ذلك فإن كنيسة القديس بطرس الجديدة، التي لم تعان تغييرا منذ سنة 1626، قد عرفت تاريخا دراميا
অজানা পৃষ্ঠা