ভূমধ্যসাগর: একটি সমুদ্রের গল্প
البحر المتوسط: مصاير بحر
জনগুলি
2
والمغضنة بألف فلع على تلك الصخور مع ميل، وتتخذ الشجرة وضع رجل عظيم فتبقى في شقها العميق غير ملتوية على الرغم من العواصف والزوابع، وذلك مع فيض أغصانها الفتية البادية من بعيد على الصخر.
وذلك لأن شجرة الزيتون من جذرها إلى ذروتها، حين تنقسم إلى أزواج متعاقبة يكون لأقدمها غلظ الساق، تمثل، على شكل ملموس، نسب فصيلة مسنة يمسك أجدادها بأجيالها فتتعاقب هذه الأجيال فتية خفيفة مهذبة مقدارا فمقدارا، وفي الأسفل، وبالقرب من المقعد، حيث يمكن مس قشرها الخشن المتشقق لم تظهر غير أثر فتاء، وفي الأعلى، وعلى الأطراف، حيث تميل إلى البحر، تتمايل على مهل كما لو كانت حية، كما لو كانت غضة! وفي أطراف فروعها الفتية الخضر الضاربة إلى بياض تهتز ثمارها الصغيرة السود الجاهلة حقيقة الساق التي تحملها جهلا تاما، والشجرة وحدها هي التي تشعر في عروقها القديمة بجريان العصارة الحية التي تنضج الثمار في أقصى أطرافها.
ويلوح أن الرجل، كان يتأمل البحر جالسا تحت الزيتونة منحني الكتفين متوكئ الذراعين، قد كون من جوهر الشجرة والمقعد، والآن ينهض متثاقلا مقرنا كالملاح، ثم ينفض حذاءه الأيسر تخليصا له من وريقات سقطت عليه ولصقت به لصقا خفيفا.
ويمر متأنيا ببيت أبيض صغير متوجها إلى برج عال، وهنالك، على طرف رواق غير منتسق وذي صنوبر على جانبيه منحن بفعل الرياح، يبرز منار على سطح البحر النير، أبيض كالبيت، ولكن مع قوة وإحكام، ولكن مع اختلاف غريب عن برج جرس، ولكن مع خطوط طويلة ونوافذ منضودة، أنشئ من أجل ما يحمل في ذروته، وكان ذلك بيتا مدورا زجاجيا خيالي المنظر، وكان يتوج البرج الطويل المسدس الأضلاع، وكان مغطى بسقف على شكل مظلة ذات التماع أحمر، لا ريب، حين فتاء البرج والصنوبر.
ويرقى الحارس في المنار رويدا رويدا، وأول ما يعنى به قبل خدمة الليل هو فحص المصباح الذي هو روح الجميع، وتطن أعقابه
3
على الدرج الحجرية، ويغدو صوت خطواته وارتفاع الدرج أمرا مألوفا لديه في غضون السنين العشرين التي قام فيها بتلك الخدمة بعد مغامراته في أثناء الحرب العالمية.
وفي الأعلى تؤدي مرقاة حديدية ذات ست عشرة درجة حلزونية إلى البيت الزجاجي، ولا يزال هذا البيت غارقا في فوران من الشفق أحمر وأصفر مع ألف انعكاس عابث في عدسة وجه المصباح الذي يستدق في أعلاه وفي أسفله كالكمثرى، ولا يكاد الجسر الضيق المستدير حول المصباح يدع ممرا للحارس، وهو يبدو نذيرا له بألا يسمن مع حياته الحضرية، ويؤدي ما في الجذل
4
অজানা পৃষ্ঠা