============================================================
18 فصل (في معنى الوحدانية] الاو يجوز أن يقال بأن الله تعالى واحد، وبه ورد النص وهو قوله تعالى: وإلهكر إلله واحلد} [البقرة: 163] وقوله: (قل هو الله أحد} [الإخلاص:1].
الاو معنى الواحد: الموجود الذي لا بعض ولا انقسام لذاته، فإن الله تعالى واحد لا ال من جهة العدد، يدل عليه أنه لو لم يكن واحدا لا من جهة العدد لكان أبعاضا، فامتنع من ال أن يكون إلها واحدا، لأنه يحصل الإحداث والتخليق والاختراع لكل جزع منه، فيؤدي إلى أن يكون كل جزع منه خالقا قادرا، وهذا محال.
والشعور..، والثاني: أن يراد بالوجود الحصول والتحقق في نفسه...، إذا عرفت هذه المقدمة فنقول: اطلاق لفظ الموجود على الله تعالى يكون على وجهين: أحدهما: كونه معلوما مشعورا به، والثاني: كونه في نفسه ثابتا متحققا، أما بحسب المعنى الأول فقد جاء في القرآن قال الله تعالى: لوجدوأ الله [النساء:64]...، ثم نقول: ثبت بإجماع المسلمين إطلاق هذا الاسم فوجب القول به.
فإن قالوا: ألستم قلتم: إن أسماء الله تعالى يجب كونها دالة على المدح والثناء؟ ولفظ الموجود لا يفيد ال ذلك. قلنا: عدلنا عن هذا الدليل بدلالة الإجماع، وأيضا فدلالة لفظ الموجود على المدح أكثر من ال دلالة لفظ الشيء عليه، وبيانه من وجوه: الأول: أنه عند قوم يقع لفظ الشيء على المعدوم كما يقع على الموجود، أما الموجود فإنه لا يقع على المعدوم البتة، فكان إشعار هذا اللفظ بالمدح أولى.
الثاني: أن لفظ الموجود بمعنى المعلوم يفيد صفة المدح والثناء، لأنه يفيد أن بسبب كثرة الدلائل على وجوده وإهيته صار كأنه معلوم لكل أحد، موجود عند كل أحد، واجب الإقرار به عند كل عقل، فهذا اللفظ أفاد المدح والثناء من هذا الوجه، فظهر الفرق بينه وبين لفظ الشيء".
অজানা পৃষ্ঠা