============================================================
103 قيل لهم: إنا رأينا أشياء تتفاسد، وتتناثر في الشتاء مثل الأشجار، والحشيش، والكلأ، ال و بعضها لا يتفاسد، كالاس والصنوبر والعرعر والبقول والزروع، فلو كان ذلك من ال طبع وجب أن لا يختلف حكم النبات والزرع، فلما اختلف دل أنه من تقدير صانع قدير.
فكذلك رأينا الأشجار في مكان واحد ثمارها وألوانها وطعمها مختلف، والماء والهواء والأرض وحرارة النار واحدة، فلو كان ذلك من طبع وجب أن لا يختلف حكم الثمار والآلوان.
فلما اختلف دل أنه من تقدير صانع قدير، وهذه العلة مستنبطة من قوله تعالى: { وفي الأرض قطع متجورت وجندي من أعنلب وزرع وتخيل صنوان وغير صنوان يسقى و ه وو بماهواحد ونفضل بعضها على بعضفى الأكل إن فى ذالك لايت لقوم يعقلورب}(1) [الرعد: 4].
(1) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "{ وفى الأرض قطع متجورات} بعضها طيب، وبعضها سبخة، وبعضها رخوة، وبعضها صلبة، وبعضها يصلح للزرع دون الشجر، وبعضها بالعكس. ولولا تخصيص قادر موقع لأفعاله على وجه دون وجه لم يكن كذلك، ولاشتراك تلك القطع في الطبيعة الأرضية وما يلزمها ويعرض لها بتوسط ما يعرض من الأسباب السماوية من حيث إنها متضامنة متشاركة في النصف والأوضاع. وجنكت من أعنلي وزرع وتخيل} وبساتين فيها أنواع الأشجار الوالزروع وتجر وزرع} لأنه مصدر في أصله، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص: {وزرع} ونخيل بالرفع عطفا على وجنت} صنوان} نخيلات أصلها واحد وغير الا صنوان} ومتفرقات مختلفة الأصول، وقرأ حفص بالضم وهو لغة تميم، كلقنوان} جمع قنو، يسقى بماه وحد ونفضل بعضها علي بعض فى الأكل} أي في الثمر قدرا ورائحة وطعما، وذلك أيضا مما يدل على الصانع الحكيم، فإن اختلافها - مع اتحاد الأصول والأسباب - لا يكون إلا بتخصيص قادر مختار، وقرأ ابن عامر وعاصم يسقى} بالتذكير على تأويل ما ذكر، وحمزة ل والكسائي { يفضل} بالياء ليطابق قوله يدبر الأمر) إن فى ذلك لايكت لقوم يتفكرون} ال ستعملون عقولهم في بالتفكر. "قاضي" وورد نحو هذا التعليق بالنسخة (و).
অজানা পৃষ্ঠা