ولا تزال براهينه ظاهرة، وكان يقرب إليه قرية هي خراب الآن، فمنها هذا الزمان كما وصفه الواصف: أن رجلا أخذ من قضب له شيئا لغنم معه معلوفة، فهلكت أجمع، ومنها: أن رجلا من نهم سرق من كسوة تابوته شيئا، فأصبح يابسا مكفوتا، فأرجعها وتاب، ومنها أن جماعة خرجوا من صنعاء إلى مسجده فتمخلع واحد منهم ولعب جنب حوطته، ولم يأخذ أدبه، وطلع منارته أطل من موشق فيها، فالتم عليه الموشق، ولم يستطع لإخراج رأسه حتى استغفر. ومنها: أن رجلا ادهن بشيئ من السليط الموضوع للتسريج، فسقطت لحيته إلى يده، ومنها أن النساء دخلن المسجد زائرات، كانت واحدة حائض، فلما وصلت الباب لم تستطع الدخول، وجاء شيء ما منعها. ومنها: أن رجلين لم يأخذوا أدبهم في حوطته، وهم بجنب بركة الماء التي جنب مسجده، فلم يشعروا إلا وهم في الماء أحدهما فوق الآخر، لم يستطيعوا على الخروج، ولصق أحدهما على الآخر، لم ينفكوا حتى تابوا واستغفروا وتوسلوا ببركة الشيخ في إطلاقهم[6/ب]. ومنها أن رجلا نهب على راعي غنم للشيخ فليح، بنظر ولي مشهده رأسا من الغنم، بقي ثلاثة أيام، وجن السارق وأرجع الرأس الغنم على حاله. وإذا وصل أحد إلى باب المسجد وله اعتقاد بالشيخ انفتح له الباب، وإذا لم يعتقده لم ينفتح له الباب، هذا كله في هذا الوقت.
قال أهل البلد: وكم له من براهين لا تزال متكررة متواصلة، ومن أعظم ذلك أن المسجد لا يزال مفروشا بالبسط الرداعية والكسوة على تابوته في مكان قافر وخلاء وقرى سعوان عنه نائية، ويضع القيم الحب في مكان حوله يدخله كل أحد، ويضع جميع ما جاء له من النذور من دراهم وشمع وحب وغير ذلك في حوطته، ولا حارس لها، ولا يقدر أحد أن يمسها ولا يقربها، فهذا من أعظم الكرامات لهذا الشيخ.
পৃষ্ঠা ৩০০