وفي شهر رجب منها عاد محمد شاوش بعساكره من جبل الطائف، ونزل إلى مكة بمن معه من الجنود والطوائف، وهو على مسافة يومين من مكة، وخلف فيه عينة من الرتبة، وجعل بالقنفذة أيضا عينة قدر المائتين بنظر الشريف بركات. والشريف بركات استقر بمكة، ومحمد شاوش يختلف من مكة إلى جدة هذه المدة.
وفي هذا الشهر حصل حال التعشيرة في مدينة صعدة رصاصة أصابت بيرق حسن بن الإمام فانكسر عوده، والرامي من أصحاب علي بن أحمد وجنده، فكادت تحصل فرقة بين العسكرين، ثم أنه حبس الرامي، وحصل في نفس السيدين ما حصل من هذا الأمر الجاري. وسيفان في غمد لا يصلحان، ولا يكاد في الغالب يتفقان. ولما استقر حسن بن الإمام بصعدة طلب مشائخ آل عمار وسحار، ومن أجل ما راح من القافلة على التجار، فاجابوا أن أكثر الفاعلين[31/أ] قد هربوا وهذه بيوتهم وأموالهم بين أيديكم افعلوا فيها الذي تروا، فأمرهم بتسليم الأدب الذي فرض والده الإمام عليهم، فسلموه وأمر بخراب بيوت الذين هربوا. وقد كان قبض على سبعة نفر من الناهبين، وأمر بتعزيرهم في أسواق صعدة وضرب المرفع فوق رؤوسهم لأجل تلك النهبة، ثم لما خرج من صعدة -كما سيأتي تاريخه- أمر بضرب عنق ثلاثة منهم، وأرسل بباقيهم في الزناجير إلى حضرة والده لما جرى منهم وبسببهم. وأنكر بعض الناس على المذكور قتله للثلاثة، وقالوا: هذا كان بعد الأمان لهم والطاعة، والقتل لا يكون أيضا إلا بعد تحقق قتل صدر منهم كما هو شرط المحاربين والمفسدين والناهبين.
وفي يوم الأحد سابع شهر شعبان، وقع قران بين المريخ وزحل في أول برج الحمل، وكان المريخ في بيته وقوته حال هذا القران، وزحل كان في بيت هبوطه.وكان المريخ المرتفع على زحل حال هذا القران من الأفق الشمالي بقدر ذراع، على مقتضى حساب الزيجات على تقسيم المتأخرين.
পৃষ্ঠা ৩৩৭