209

بسم الله الرحمن الرحيم السادة العلماء الأخيار، زادهم الله صلاحا وفلاحا وسلام الله عليهم ورحمة الله وبركاته ومرضاته، وبعد: فإني أحمد الله الذي لا إله سواه، وأصلي وأسلم على نبي الله وآله، وأعرفكم أني قد وصلت إلى هذه الجهة أريد جمع الكلمة وتمام الألفة، وكان الصنو قاسم قد طلب مني أن أجمع جماعة من السادة والفقهاء أهل العلم ليحكموا بيننا بما يريهم الله، أسعدته لذلك طلبا لحقن الدماء، وسكون الدهماء، واقتداء برسول الله في قبوله صلح الحديبية على غيظ من أصحابه، وبأمير المؤمنين، لما طلب منه معاوية التحكيم بعد أن قال علي: كلمة حق يراد بها باطل، فلما رأوا أن في ذلك حقن دماء وسكون دهما أجاب وإن كنت وكان صنوي -أصلحه الله- ليس فينا من هو كقريش أهل مكة ولا كمعاوية وأهل الشام وكان الأجل لوصول العلماء إلى خمر بعد العيد، فما وصل ذلك الوقت إلا وبلغ أن الصنو أصلحه الله كتب إلى القبائل يستنهضهم علي، وأمر أهل هذه الجهات أن لا تجلب إلى هذه المحطة التي أنا فيها شيء، مع إيهامات توجب تخطفا في الطرقات[172/أ] وحسبنا الله من هذه الأفعال الموصلة إلى المقاطعات. وما أجر هذا الأمر منه على ما أراه إلا التسرع منه إلى ما يوجب سفك دماء محترمة ونهب أموال معظمة، فإن الهجر هذا رتبة، وفيه أموال لأهله ولأهل صعدة إذا أثار الصنو الفتنة توجهت إليه عينه، وكان أمره كأمر ذيبين، وكأني به يرسل عينة إلى حبور، فيكون فيه ماكان في الصلبة، ثم يقول نهبت أموالا وسفكت الدماء، ولا ينظر من المسبب لذلك، فإن قد أجابني من صعدة إلى حضرموت، وما زال يكتب إلى الناس ويقول ما يقول حتى كادت الأمور تنهار، وجهز على غير نظر ولا اختيار، فنهضت وكان ما كان إلى الآن، وبقي في نفسي هؤلاء الأهنوم فإنهم أهل سوابق عظيمة، فيجب عليكم مناصحة أخي هذا أن يتقي الله في هذه النبذة التي مالت إليه، فإني أكبر منه سنا، وأشهر كلمة، وأكثر إجابة ورأيا وخبرة، والعلم إن أراد أن يختبر فله الاختبار، انتهى.

পৃষ্ঠা ৫১১