ويبكي من عواقبها الحليم وقال الأول: من لم يفكر في العواقب فما الدهر له بصاحب، ومن أراد عظيما خاطر بنفسه وماله، وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: ((الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ))، ولكن إذا جاء القدر عمى البصر. ومن الناس من قال: إن الشريف قال: إن الباشا حسن ظهر له بالإمارات أنه كان يريد بعد دخول مكة القبض[16/أ] عليه وإزالة ملكه وأمره ونهيه، وصرف الأمور إليه، والله أعلم، وتأخر الحجاج الذين يصلون من البحر، ولم يصل من الحجاج في هذه الأيام إلا أهل السراة فقط، وسببه عدم التمكن للسفر من مكة إلى جدة للخوف، ثم وصل أهل البحر عقب ذلك. وأخبروا أن بعد ثامن عشر شهر الحجة الحرام اجتمع حجاج اليمن الذين بمكة ودخلوا إلى الشريف سعد يشكون التضرر بالنفقات، وأنهم يريدون السفر فوعدهم بالجواب ثاني النهار، ثم إن الشريف طلب أمير حاج الشامي وجلس هو وإياه في الخلوى، ثم إنه خرج من عنده وسار إلى بيت الباشا حسن، ثم تعقب اليوم الآخر وأمر الناس بالنفير، وفي صحبتهم من قبل الباشا حسن آغا ومن قبل الشريف آغا، وعسكر وساروا إلى جدة، وسكن الآغا بمحل الباشا والذي من قبل الشريف بمحل آخر، ثم إن الباشا بعد هذا الأمر خرج مع أمير الشامي في التختروان وظهر للأشراف أنه عازم بلاده، وراجع إلى حضرة السلطان [16/ب] واعتاده، فلما وصل الباشا إلى المدينة النبوية دخلها وسكنها واستقر بمن معه فيها، وقال لا ينفصل عنها حتى يصل جواب السلطان، فاستقر الأمر كذلك هذا العام جميعه. وخرج له من مصر مادة استدعاها خشية من سعد لا يتعرض ويقصد بجموعه إليها، فخرجت الزيادة والإمداد، وقوي جأشه بذلك وبما خرج من الطعام والإعداد، والشريف بقي بمكة على حاله.
واتفق قران المشتري والزهرة في برج الأسد والزهرة كثيرة القران لسرعة سيرها.
وفي هذا الشهر ولدت امرأة للحوتره من أهل شعوب عجلا فبقي قدر يومين ومات.
পৃষ্ঠা ৩১৪