وفي يوم الإثنين ثالث رمضان سار محمد بن الإمام إلى ضوران، يعتذر بتنفيذ وصايا الإمام وافتقاد بيوت أبيه، وحفظ المخازين عن تصرفات أخيه، ويباعد نفسه عن المخارج إلى جهات شهارة بعروض الشك معه في الأحوال، ومحبة أن يكون انتظامها بواسطة غيره، والداخل في الأمر غير معذور، لكن المهدي أحمد بن الحسن ربما يعذره لجلالة قدره عنده، وكونه القائم ببيعته أول أمره، واعتذر المذكور بأنه ما كان يظن أنه يؤدي إلى التفرق والمحذور، وأنه أما إذا أدى إلى الشرور والحروب فحاله يكره ذلك، وأحمد بن الحسن المهدي ذكر له أن بعد ابتداهم في المخارج، وإرسال[150/أ] جنودهم في المشارق والمغارب ليس بعده ترك ملاقاتهم.
ووصل كتاب من السيد يحيى بن إبراهيم من جحاف إلى من قرأه من الناس فيه تعظيم الاختلاف، وما يجري بسببه من الفساد وعدم الصلاح والائتلاف، وانتهاك الحرمات، ولاوح السيد بل صرح بأنه كان يجب أن يبقى السيد قاسم بشهارة على حالة الإمامة، والمهدي على حاله، وأنه قد كان يوسف الداعي والقاسم بن علي العياني كذلك أيامهم.
وهذا قول غير صحيح، واحتجاج غير مليح، لأن انتصاب قائمين في قطر واحد مع تقارب الديار، لم يقل به أحد من العلماء، ولا يتم به صلاح المسلمين، فإن الأهواء للناس مختلفة، وطباع البشر غير مجتمعة، مع طعن هذا في هذا وكل يدعي أنه الإمام المحق[150/ب]، وإنما ذلك يتم لو لم يتسموا بالإمامة ويجعلوها حسبة، وأنهم في درجة، فكل يبقى متصرفا على جهاته وحوزته، غير قاصد لجهة غير ولايته.
وفي هذه الأيام سار أهل الغصيرة من بلاد خمر إلى حضرة قاسم صاحب شهارة وبايعوه وسلموا إليه واجباتهم، فأرسل عليهم المهدي ومحمد بن أحمد والي البلاد من أول بأدب.
ووصلت يومئذ هدية من حضرموت وكتاب إلى المهدي وأنهم إليه منتمون.
পৃষ্ঠা ৪৮৬