وأحمد بن حسن ومحمد بن أحمد اجتمعوا على بعث السياق إلى خمر، ليكون موضع المطرح على شهارة، إما أن قاسم يسلم الأمر وإلا فتحوا الحرب، وأحمد بن محمد كان جواب أحمد بن حسن على مطلبه بأنه لا تولية هذه الساعة غير ما معه من ولاية حضور من أول، إلا أنه يعد لعسكره كل شهر من جملة أصحابه، ثم إنه جعل له بلاد حفاش وملحان ، وكان واليها قد مال إلى قاسم بن المؤيد، فهرب عنها، والله أعلم ما يتم منها. وحمل جميع ما قد جمع إلى قاسم، وأما والي حفاش فوصل إلى صنعاء.
وأولاد حسن بن الإمام وصل بهم من صعدة عبد الله بن أحمد وأدخلهم شهارة، وخلصت الشام لعلي بن أحمد:
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
ويقال: إن حسن بن الإمام بلغ إلى كمران وهو حيران، فلله الأمر من قبل ومن بعد[131/أ ] مع أن علي بن أحمد يده ضعيفة في بلاد الشام؛ لأنه إنما صار يراشي القبائل، ويستعين بهم على هذه الأفعال والعمايل، ولم تكن له قوة قاهرة عليهم، ولذلك حصل النهب في صعدة منهم، وكل ذلك في صحايفه والمشارك فيما ينشأ، لا هو ضبط البلاد، ولا هو خلاها لغيره من الولاة يصلحها ويزيل عنها الفساد. وزاد مع ذلك ادعى أنه إمام، فتضرر كثير من المتسببين والتجار الذين بصعدة من دولته، وإنما مال إليه وأحبه في الغالب المفسدون المتمردون من أهل جهته، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي غرة شهر رجب منها غزا السيد محمد الغرباني الداعي ببرط إلى سفال الجوف، فوقع المدافعة لهم وقتل جماعة من برط وانهزم أصحاب السيد ولزم منهم ملازيم، ودفع الله شرهم، والسيد هرب معهم ورجع بخفي حنين، لم يظفر بما قصده.
পৃষ্ঠা ৪৫৮