قال: إنه المعتمد في جهاتهم، وعليه مدار الفتوى لأهل مذهبهم، فمما وصف لي المذكور أنه قد حج إلى هذا العام نحو خمسين حجة مع الزيارة، كون طريق الشامي على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ووالده في الحياة في قدر تسعين سنة، وذكر أن الشام عامر، وذكر المذكور أن الشام وغيره فيه الفواكه المثمرة، وأنه يكون في الخريف حارا شديد الحرارة، ولا يقع فيه مطر، وإنما مطره يكون في الربيع في كانون وشباط، وأنه يشتد فيه البرد شدة قوية، وقد ينزل في الجبال بعض شيء من الثلج في تلك الأيام، وذكر المذكور أن فيه من الصحابة جماعات[96/ب]. وذكر المذكور أن المعتزلة الذين يختلطون بأهل السنة في جهة العراق هم الآن الإمامية الاثني عشرية؛ لأنهم في الأصول معتزلة وفي الإمامة اثني عشرية، وأما غيرهم فلا نعلم بأحد، وهو كما قال.
وذكر المذكور أن سعد بن زيد بن محسن الذي كان واليا بمكة الأيام الأولة، وجرى عليه ما جرى من التخويف والإزالة لقاهم في شهر القعدة من السنة الماضية بدومة الجندل في حدود تبوك ، قريب الشام، وأطراف بلاد بني لام، وأنه وافق الباشا حسين حال خروجه بعد استئذانه وأمانه، وأنه أخذ رأيه في القصد إلى الأبواب السلطانية، فقال له: لا بأس عليك، فمر وأتم النية والقصد، فسار المذكور وصنوه أحمد صحبته والآغا زالفقار التركي الذي كان معه، وجماعة من خاصته ومماليكه نحو الثلاثين، وأعطاه بعض شيء من المصروف، وكذلك أمير حاج الشام أعانه ببعض شيء، لما شكا من الضرورة نحو خمسين[97/أ] أحمر، ومن أمير الشامي في قدر عشرين أحمر.
وأخبر المذكور أن هذا الباشا حسين هو باشا مدينة دمشق وبلادها، وعليه جميع أعمالها، خرج إلى مكة مع المحمل الشامي بقوته مع الأمير للحج؛ لأجل ما جرى من النهب من الحرامية والبدوان العام الماضي.
পৃষ্ঠা ৪১৬