وفي غرة شهر ربيع الآخر وصل حضرة الإمام بضوران خواجا هندي، أمير المراكب التي تصل من بندر سرات، ومعه من الخدم جماعات قدر خمسين نفرا، فوصل إلى الإمام وأعطاه هدية من البزوز الهندية، فأجازه فيها ثم وصل إلى أحمد بن الحسن وهو بالغراس، فدخل صنعاء المذكور في خمسين نفرا من الخدم، في هيئة غريبة، لم يعلم بمثلها في العصور القديمة، وهو أنه يسير في محمل يحمله أربعة رجال، ويسيرون به على الجنوب، عند دخوله صنعاء وخروجه إلى شعوب[92/ب]، وأهل صنعاء يتفرجون على هذه الحالة الغريبة العجيبة. وأهدى لأحمد بن الحسن أيضا هدية، ولعل الحامل له على ذلك فترة الشراء في بندر المخا، كما يعتاد فيما مضى، فأراد إنفاق البضاعة على هذه الصفة، وإلا فإنه يخرج في المواسم الأولة إلى المخا، ويرجع بعد بيعه فيما مضى، ولما قيل له: كان الأولى لك عدم الإتعاب لهؤلاء الذين يحملونك، أجاب: بأنهم إنجريز كفار لم يسلموا فهم يستحقون ذلك، فلو أنهم أسلموا لما أتعبوا ولخليو.
ووصل عقب المذكور تركي إلى عند الإمام ومعه جماعة الخدم حول عشرين عبدا، وهو من الحبشة مهدية.
وأخبرني الشيخ العارف محمد كزبر الدمشقي، وهو ثقة من أهل العلم على مذهب الحنابلة وصل إلى صنعاء اليمن بحقيقة سفر السلطان وتجهيزه على الفرنج في العام الماضي، وما انتهى إليه أمره، فقال من لسانه وخطابه: أن هذه البلاد[93/أ] التي قصدها السلطان، وحصل فيها الخلاف في هذا الزمان في أطراف الروم شمالا، وأنه ليس بجهات مالطة، فإن مالطة بعد استفتاح السلطان لها وعلى قلعتها في التاريخ السابق سنة تسع وسبعين وألف استمرت في مملكته، ولم يحصل بعد ذلك فيها خلل على عسكره ورتبه، وأن هذه بلاد أخرى مشرقة عن تلك الجهة المغربة.
পৃষ্ঠা ৪১২