============================================================
عمار البدليسي وأما صفة حال الغني بالله، فهو المنفق (1) - بقانون القدرة مع عدم الشيء - من خزائن الله في السماوات والأرض. قيل في وصفهم: 3 يمنعهم علو هممهم عن رفع حوائجهم إلا إلى مولاهم. ومع ذلك لا يسألون من الله إلا بالله، أي بإذن الله . لأن الهمة رسولهم من الله إليهم. فهم أغنياء بالله في جميع الأحوال. أصحاهم وأبقاهم لأجل خلقه. وكشف لهم في 6الأحوال عن مراد الله: فتارة يحوجهم، ومراد الله أن يسألوه(2)، فلأجل مراد الله منهم يسألونه، وتارة يحوجهم. ومراد الله أن يسألوا(2) الناس لا إلحاحا. بل إسعافا(4)، فيصرفون الهمة نحو الخلق. فهناك الخلق 9 يقصدونهم فيعرفونهم بسيماء(5) الاحتياج، فيقضون حواتجهم. فيعطؤن على ذلك من السعادات والحالات والمعاملات يسببهم: فأغنياء الدنيا هم الفقراء إلى ذعاء الفقراء، وفقراء الدنيا هم الأغنياء 12 بأحوالهم، لأن بهم قوام الدنيا، وبهم صلاح الخلق، وبهم يوجد النفع ويغدم الضر، لأن الله أفقرهم لأجل افتقار الخلق إلى دعائهم وبركتهم. إذ هم من شأن الخلق وأجلهم، لأنهم غياث الخلق. كما قال : "هم وللنار قوم، وللمجالسة قوم آخرون"(2).
(1) المنفق، في الأصل: المتفق.
(2) يسالوه، في الأصل: يسألونه.
(3) يسألواء في الأصل: يسألون: 4) إسعافا، في الهامش: استعفا.
5) بسيماء، في الأصل: بسما.
() انظر المعجم المفهرس 163:3، تحت: شقي: (7) انظر أيضا هسا فصل 9، ص 14/52 وقسارن بصوم القلب، فصل 16، ص18/44، حيث جاء: وقد ورد: "للدنيا قوم، وللاخرة قوم، وللمجالسة قوم = ..
পৃষ্ঠা ৩০