وصرت بوجدي من هواها متيما … كأني أنا المضني بحب سعاد
فلو حبها لاقى البحار تفجرت … ولم يبق منها لما لقصد مراد
ولو صادف الصمّ الجبال لدكها … وصارت كرمل وسط قيعة واد
ولو عشر معشار المحبة قد سرى … على الخلق منه لم يناد مناد
فلا ماء إلا بعض فيض مدامعي … ولا نار إلا من لهيب فؤاد
أشير لأهل الركب من كل مقدم … مريدا لماء أو لقدح زناد
متى شئتم للمزن عوجوا (^١) … لأدمعي
ونار أخدودها من لهيب فؤاد
بليت بوجدي حبها وبعادها … ومن ذا يطق حبا وصبر بعاد
يلوموني العذال فيمن تصورت … كبدر بدا في ظلمة وسواد
فجلّي بنور إذ تجلى سواد ما … نرى كم بدى فيها كلون مداد
جوابي لهم زيدوا وإلا فأقصروا … فحبي فيها عدتي لمعادي
وعذلكم فيما عذلتم جميعه … يزيد به حبي لها وودادي
شفى السقم مني إن تحنّ مطيتي … على بابها من خارج وأناد
فشوقي سير والهوى لي مركب … وحبي قصدي والمحبة زادي
ارتاحت قلوب/المحبين بحبها، وهامت حين ارتفاع ستر حجبها، وأسكرت من كاسات رحيق [قربها لما بدى النور] (^٢) السني غربها، فلله ما أحلى ذكرها وأهنى، وما أعلى ذلك المقام [الأسنى وما ألذ] (^٣) وصال ذلك