فصار لهم مالا وعددا، فخافت منهم قريظة والنضير، وكان بينهم حلفا (^١) فقطعوه اليهود، فخافت الأوس والخزرج، ولم يزالوا كذلك، حتى نجم مالك بن العجلان أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج.
الفصل السابع
في قتل اليهود واستيلاء الأوس والخزرج على المدينة
قالوا: ولما نجم مالك بن العجلان سوّده الحيان عليهما، فبعث هو وجماعة قومه إلى من وقع بالشام من قومهم يخبرونهم حالهم ويشكون إليهم غلبة اليهود، وكان رسولهم الرمق بن زيد (^٢)، فقدم على ملك من ملوك غسان الذين ساروا من يثرب يقال له: أبو جبيلة (^٣) فشكى إليهم حالهم، فقدم أبو جبيلة لنصرة الأوس والخزرج، فلما قدم المدينة وهي يومئذ يثرب صنع طعاما وأرسل إلى رؤساء اليهود، وكان قد بنى حيزا وجعل فيه قوما وأمرهم بقتل من دخل عليهم حتى أتى على وجوههم ورؤسائهم (^٤)، فاتخذ الأوس والخزرج الديار والأموال والآطام، وكان ابتنوا من الآطام مائة وسبعا وعشرين أطما،