وتحليل القائلين بثبوت الرؤية لسؤال موسى وقولهم إنه جهل وقتها!!. كلام فج ولهذا يقول العلامة المنذري في "جواب السائل" ص(52): "وكفاك قولهم جهل وقتها، ومن جاز عليه الجهل في البعض جاز في سائره". ا.ه فدل على أن الأنسب في حق النبوة أن يقال أنه سألها لقومه لا له. مع أنهم يشنعون على المعتزلة في هذا الباب ثم يقعون فيه إذا قالوا بجهله بوقتها!. ما هذا!
[للتوسع في مسألة إعتقاد الإباضية لعدم الرؤية يرجى مراجعة الكتب التالية: "جواب السائل الحيران" للعلامة المنذري و"الحق الدامغ" للشيخ أحمد الخليلي و"معالم الدين" للعلامة الثميني و"مشارق أنوار العقول" للسالمي]._)؛ فهذه البراهين العقلية.
وأما ما أتى به السور من البراهين النقليه فأشياء منها قوله تعالى: { لا تدركه الابصار وهو يدرك الأبصار.. الآيه } الأنعام : 103 ، فنفي عز وجل إدراك الأبصار لذاته(_( ) وتأويل الإدراك بالإحاطة لا يصح البتة، ودونك قوله تعالى: { حتى إذا اداركوا فيها جميعا } [الأعراف : 38] أي تلاحقوا ولا يعقل أحاط بعضهم ببعض أو تحاوطوا ومشتقاته، بل أهل اللغة الذين إليهم المرجع في هذه المعضلات متفقين على تفسير الإدراك باللحاق وما يقاربه ولم يقل أحد بأنه يفيد الإحاطة ودونك كتب اللغة فراجعها ليتبين لك خطأ من قال بأن الإدراك الإحاطة، ومعلوم أن الفرد إذا قال: أدركت حياة فلان. لا يعني أنه أحاط بها من أولها إلى آخرها، بل يمكن أنه لقيه سنة أو حتى شهرا. وإذا قيل أدرك السهم الصيد لا يعني أنه أحاط به.
পৃষ্ঠা ১৮৫