100

বাহজাত আনওয়ার

بهجة الأنوار

জনগুলি

والسبب في ذهاب أكثر مؤلفاته ما حصل له حيث قتل فنهب بيته وخزانة كتبه وأحرقت بالنار وذلك بيد السلطان الجائر خردلة بن سماعة بن محسن أخزاه الله الذي كان من فسقه وجوره وتعسفه يأخذ من كل سبع نخلات نخلة، ويسقي مزارعه بماء العباد، ويأكل أموال المساجد والمدارس والمقابر، ويأخذ نصف مهر المرأة من العاجل إذا تزوجت، وإذا طلقت يخاصم في الآجل، ويأخذ نصف الحب والتمر والقطن، ويكلف الناس حمل متاع بيت المال إلى الحصن بعنف، ويكلف أهل "قيقا" و"بدبد" يحملون تمرهم وما يغتصبه منهم على دوابهم وظهورهم إليه ولا يبالي، ويأخذ نصف حق المدعي، ولا يحلف المنكر بل ينوع له العذاب حتى يقر لغريمه ... وتصادف أن تزوجت ابنة أخت الشيخ ابن النضر على مهر قدره خمسين محمدية عملة فضة فأرسل خردلة جنديا لأخذ نصفها من الشيخ أحمد فمنعها الشيخ ولم يعطه، فأرسل خردلة مجموعة من الجند يطلبون منه مقابلته، فلما مثل بين يديه طالبه بالدراهم وتهدده وأغلظ عليه، ومن بعض ما قاله: كنا أردنا منك الخمسين فقط، والآن لم يكفنا إلا دمك. فقال الشيخ: الأمر لمن خلقك لا لك. فقال الجبار: أو تهزأ بي؟!. فأشار إلى بعض الجند أن ألقوه من هذه الكوة النافذة فكتفوه وألقوه وكانت كوة قصره شديدة العلو فوقع إلى الأرض ميتا رحمه الله وهو شاب قيل عمره خمس وثلاثون عاما.

ثم أمر خردلة أن تدخل داره ويؤخذ ما فيها فأخذت كتبه ومصنفاته فأحرقت، وكان له جملة مصنفات منها كتاب "سلك الجمان" في سير أهل عمان مجلدان لم يجدوا منهما شيئا إلا تسعة كراريس محروقة. وكتاب "الوصيد في ذم التقليد" مجلدان وكتاب "مرآة البصر في مجمع المختلف من الأثر" أربع مجلدات وجدت قطعة منه ب"قيقا" وهي من بعض تساويده إنا لله وإنا إليه راجعون.

ومن كلام ابن زكريا يرثيه:

"فحسبك من تثني عله دفاتره وتفقده أقلامه ومحابره

فكم لبني الأيام والدهر ألسن أوائله تثني له وأواخره."

পৃষ্ঠা ১৩০