বাহজা তাওফিকিয়া
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
সম্পাদক
د .أحمد زكريا الشلق
প্রকাশক
دارالكتب والوثائق القومية
সংস্করণ
الثانية
প্রকাশনার বছর
1426هـ /2005 م
প্রকাশনার স্থান
القاهرة / مصر
وفي مساء ذلك اليوم زار الأمير عباس باشا وتوجها معا على طريق البر إلى | مدينة السويس واستراحا أثناء السير في السراي التي بناها عباس باشا في | الصحراء وبعد أن شارفا المدينة والمينا ذهب الدوك إلى جبل طود سينا لزيارة | الأماكن المقدسة هناك وعادا إلى القاهرة . وأظهر الدوك رغبته في السفر على | طريق النيل إلى مصر العليا وزيارة آثار مدينة طيبة فقيل له أن السفر إلى هذه | الجهات لا يستحسن إلا في زمن الشتاء لما أن النيل يبتدئ في الزيارة في شهر | يوليو وأن الأولى العودة إلى مصر في أواخر الشتاء حين تكون مياه النيل قد | | تناقصت فقال الدوك أنه لا يمكن ذلك لأنه ربما تشب نار الحرب في بلاد | الجزائر في أوائل الربيع وأنه لا بد أن يحضرها ، فسلم عباس باشا ما طلبه الدوك | وأصدر أوامره المشددة بتجهيز ثلاثة بواخر نيلية فجهزت في أسرع وقت وعزم | الدوك على السفر في 14 يوليه سنة 1845 . ففي صبيحة ذلك اليوم توجه | الدوك إلى السراي بشبرا لوداع الأمير إبراهيم باشا فوجد عنده سليمان باشا | الفرنساوي ، وكان قد نقه من مرضه قليلا وجاء لتأدية واجبات العبودية لإبن | ملكه وخالف تشديدات الأطباء عليه بعدم الخروج خوفا من عود المرض إليه | فقابله الدوك أحسن مقابلة وأظهر له سرور الملك وسرور الأمة الفرنساوية | كلها مما أتاحه الله للمصريين من النصر في بلاد الشام بحسن ترتيباته العسكرية | وتنظيماته الحربية ، وأن فرنسا تود وجود أحد أبنائها الأعزة في مثل هذا المنصب | لأن هذا مما يعلي كلمتها ويحقق رغبتها في تقدم مصر التي كانت ولم تزل في | مقدمة البلاد الشرقية .
ثم عاد الكل إلى فرضة بولاق حيث تنتظرهم البواخر المعدة لسفر الدوك | فنزل في الأولى مع بعض معيته وكان يخفق عليها العلم الملوكي الفرنساوي ونزل | في الثانية الأمير سعيد باشا وحاشيته وفي الثالثة بقية معية الأميرين الفرنساوي | والمصري وكان العلم المصري المنصور الذي تبعه المصريون في ساحة القتال غير | مرة يرفرف فوق الباخرتين الأخريين .
وبعد أن ودعه الأمير إبراهيم باشا وسليمان باشا ومن كان معهما من | الأمراء وأكابر الأعيان أقلعت البواخر في الساعة 10 صباحا وكان الجو صحوا | والريح رخوا فسارت تشق عباب البحر ، ولم تزل الأبصار شاخصة إليها حتى | بعدت عن الأنظار ثم انصرف الجميع وعاد كل إلى محله مسرورا مما رآه من | لطف الدوك وحاشيته ولم يلبث الدوك في سياحته طويلا بل عاد بعد أن شارف | المنيا وأسيوط ودندرة وآثار مدينة طيبة ثم سافر توا إلى فرنسا . |
পৃষ্ঠা ২১৭