ولكن ... ألست ابنة الزمان الذي ننسب إليه في ضعفنا كل شيء وهو في قوته لا يبالي بشيء؟ ترين بأي حافظة تذكرين، وبأي ذهن تتأملين؟ إنما علاماتك مداد قد تحجر، وعقربك إصبع يشير إلى علامة يجهل منها المعنى، وأنت آلة ليس إلا، وإن كنت آلة الآلات المثلى.
أنت ابنة الزمان الناسي، وأنت مثله لا تذكرين!
مي
إلى الآنسة مي
عزيزتي مي:
لا تستغربي يا سيدتي أني دعوتك «بيا عزيزتي»، وسأدعوك باسمك على غير معرفة شخصية سابقة. أقول شخصية وأحدها لأني عرفتك من كتاباتك الشعرية الجميلة من قبل وتعرفت منها بروحك العالية الهائمة في الفضاء وكأنها تبحث عن مستقر لها فلا يكاد يعجبها مكان تستقر فيه.
وتعرفت بك بالأمس، بل وارتبطت بك من دعائك علي بالعذاب المعنوي كأني أنا المعنية بقول جميل:
وأول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيض يا بثين سباب
وقلنا لها قولا فجاءت بمثله
অজানা পৃষ্ঠা