نحن الذين أحببنا من مصر جمالها الطبيعي وجلالها التاريخي وعظمتها الأثرية وعذوبة بنيها وبناتها، نحن الذين أحببنا من مصر كل شيء نعلم أن مصر الحقيقة، مصر الصميمة، كانت تلك السائرة عالية الجبهة وراء أعلامها المنشورة. مصر هي تلك الشبيبة الطامح إلى الارتقاء، وتلك الأمة التي لها من فطنتها ما يذكرها أن طريق التقدم ليست التخريب والتشويش والتدمير، بل الهدوء والعمل والتفكير. مصر هي المرأة المصرية التي أرتنا في هذه الأيام أن فيها ما كنا نتمناه لها، وهو ينتظر أن تنبهه يد الأحوال ليبدو مسطورا. ما كان ألطف البسمات النسائية أيام المظاهرات وراء النقاب الأبيض! وما كان أبهج الأعلام المصرية المثلثة الأهلة الموحدة الصليب تلوحها الأيدي النحيفة! وما أحب الأصوات الشجية الخافتة تنشد أناشيد العز وتهتف هتاف الحماسة!
لترقد الباحثة بأمان وسلام، إن لأخواتها أهلية وطنية كأهليتها. أحيي هنا ما كان عندها من مصرية صادقة وأحيي بعدها كل امرأة مصرية، ولا أخشى ختم هذا الفصل بهتاف واحد: لتحي مصر!
الفصل الخامس
الكاتبة
أما انتقاد رسائلها من جهة صناعة الكتابة فحسبي أن أقرر من غير محاباة أنها أكتب سيدة قرأنا كتاباتها في عصرنا الحاضر، بل هي تعطينا في كتاباتها صورة الكاتبات الغربيات اللاتي تفوقن على كثير من الكتاب.
1
أحمد لطفي السيد بك
إني رأيت في كتابة هذه السيدة حدة في بعض الموضوعات؛ وكأنها معذورة في حدتها لامتلاك الموضوع نفسها وحواسها فكتبت فيه وهي ممتلئة حنقا.
2
الشيخ عبد الكريم سلمان
অজানা পৃষ্ঠা