ومن كان آخذا عنهم ومقتديا بهم من علماء الأمة، وفي ذلك يقول الله تعالى:[ ] {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}(1) والذكر هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل قوله تعالى:[ ] {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات}(2) وأهله صلى الله عليه وآله وسلم هم: وصيه -رضي الله عنه- علي عليه السلام وذريته صلى الله عليه فاطمة عليها السلام وذريته صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين وذريتهما إلى أن يرث الله الأرض بعد أهلها لآية المباهلة وهي قوله تعالى:[ ] {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}(3) ودعا صلى الله عليه وآله وسلم الحسنين فهما أبناءه صلى الله عليه وآله وسلم الذي أراد الله تعالى بقوله له تعالى: {ندع أبناءنا} ودعا صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام فهي المراده بقوله تعالى: {نساءنا} ودعا علي عليه السلام فهو المراد بقوله تعالى {وأنفسنا} وذلك إجماع أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخرجهم صلى الله عليه وآله وسلم للمباهلة دون غيرهم، ولآية التطهير وغيرها من الآيات ولحديث الكساء وغيره، والذكر أيضا هو القرآن وهم أهله بآية الاصطفاء والوراثة وهي قوله تعالى:[ ] {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}(4) وهم أحق بمقام أبيهم إبراهيم وإسماعيل من التقدمة وائتمام جميع الأمة بهم لأنهم ذرية صفوة الصفوة المجمع على تقدمه وتفضيله -صلى الله عليه وعليهم أجمعين وسلم.
[علاقة القرآن بالسنة المتواترة]
واعلم أن السنة المتواترة لا تعارض القرآن إذا كانا محكمين جميعا فلا يتهيأ وجود ذلك أبدا.
[نسخ المحكم بالمتواتر]
ويصح نسخ ما بمحكم من القرآن بالمحكم المتواتر من السنة إذا تنافيا من كل وجه وتأخر تاريخ السنة المتواترة المحكمة فيصح نسخه بها معنا لا متنا كقوله صلى الله عليه وآله وسلم:[ ] ((إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه ألا لا وصية لوارث))(1) فنسخ معنى قوله تعالى: [ ] {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين}(2) [ ] فنسخ [16ب] الوجوب وبقي الندب في الثلث فما دونه لأحاديث في ذلك.
[حكم الجمع بين الأدلة ونسخ معنى القرآن المتواتر بغير المحكم المتواتر من السنة]
والجمع بين الأدلة واجب ولا يصح نسخ معنى القرآن المتواتر غير المحكم بغير المحكم المتواتر من السنة بل يرجعان ويردان الدليلان معا إلى غيرهما بالنظر إلى المعنى لا إلى لفظيهما.
[العلاقة بين القطعي والظني والقياس]
ولا تعارض بين قطعي وظني؛ لأن الظني يطرح مع القطعي ولا بين قياس غير جلي أولى بل مساو ونص ظني معروض لأنه يواتر النص المعروض على القرآن أو السنة المتواترة المحكمة على القياس المساوي.
পৃষ্ঠা ৬৯