قلت: يريد بظهور أمر الله تعالى نفوذ شرائع الإسلام في جميع أقطار الأرض الممكن الوصول إليها بالولايات للعدول العلماء والرسائل والكتب في مدة أعمال الدعاة دفعة واحدة أو متفرقون وذلك لسعة الأرض المكلف أهلها لا يظهر فيها أمر الله إلا في زمن طائل، فيحتاج الدين إلى كثرة الأئمة لتبليغ الشرائع، ولا يجتمع رأيهم بعد الظهور حيث يصلونه إلا في مدة ينقضي فيها حالهم أو قل أو كثر وبعد ذلك -أعني إصلاح ما قدروا عليه حسب الإمكان في مصر واحد- يتراضون بواحد منهم؛ فإن لم يرضى أحد منهم بإسقاط حقه تعاونوا مشتركين متوازرين يتعاونون على البر والتقوى، وحين يختلفون في النظريات العمليات كل منهم مصيب موافق لمراد الله تعالى أو مخطئ معذور بعد النظر والبحث؛ لأن مراد الله تعالى واحد ولم يكلفنا سبحانه إصابة ذلك بيقين، وقد جعل دليله ظنيا، إذ يكون ذلك تكليف ما لا يطاق وهو قبيح -تعالى الله عن ذلك.
পৃষ্ঠা ২২৪