فصل [في أن محمدا (ص) خاتم الأنبياء وحكم الإيمان بذلك] يجب الإيمان بأن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء ودليل ذلك من العقل أنه قد ثبت أنه أفضل الأنبياء بما علم من ضرورة دين كل نبي؛ وإذا كان كذلك والرسل يرسلون بخلاف شرائع من قبلهم وهو -صلى الله عليه وآله وسلم - أفضلهم وشريعته أفضل ووصيه وذريته صلى الله عليه وآله وسلم وأمته أفضل لم يحسن عقلا نسخ الأفضل إلى الأدون مع الاستواء في التحقيق أو الأفضل أخف وشريعته صلى الله عليه وآله وسلم أسمح الشرائع وأقلها حرجا لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((بعثت بالسمحة البيضاء))(1) فإذا كان كذلك فلا يحسن نسخها عقلا، ولا إبطال حكم صاحبها في اتباعه بدونه صلى الله عليه وآله وسلم ولا تبديل حكم ذريته صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وأمته لأنهم الخيار لأجله -صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما السمع فقوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}(2).
وأما في كون ذريته صلى الله عليه وآله وسلم خير الذراري ووصيه خير الأوصياء فقد علم بالنص من الله تعالى تفضيل ذرية كل نبي لأجله ووصيه كذلك كتفضيله إلا بدليل، وكذلك ذريته صلى الله عليه وآله وسلم هم خير الذراري ووصيه خير الأوصياء بعد الأنبياء للدليل في تفضيل الأنبياء عليهم السلام [31ب] لأن أبوهم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمته خير الأمم لأجله -صلى الله عليه وآله وسلم.
পৃষ্ঠা ১৪৯