فقال أديب: هل لك أن تصف لي ملامح الفتاة؛ فإنني أعرف واحدة بهذا الاسم.
قال الشيخ: لا يمكن أن تكون فتاتي التي هي واثقة من موت صديقتها؛ لأنها أسلمت الروح بين يديها كما أخبرتني.
ولما سمع أديب كلامه عن بديعة وهيئتها احمر وجهه، وقال للشيخ: إنني أعرف الفتاة وهي بمحلي الآن.
فشهق الشيخ من الفرج وقال: يا للبشارة يا للسعادة! فكيف إذن قالت لي تلك الفتاة إنها ماتت من ستة شهور.
قال أديب: كأنك أخبرتها بأنك تحمل لبديعة بشائر حسنة؟
قال: نعم.
قال: هذا هو سبب «موتها» فلا تعبأ به، وإذا كنت لم تزل على عزمك من طلب بديعة فلا تأسف على خسارة جواز السفر.
فقال الشيخ وهو يلتفت إلى الجواز الذي بيده ويهز رأسه: مائة مثل هذا لا تهم لأنني لغاية الالتقاء بالفتاة قد تركت بيتي وعائلتي وأتيت، وأؤكد لك بأن الموت أهون علي من الرجوع بدونها.
الفصل الرابع والثلاثون
البشارة
অজানা পৃষ্ঠা