لتلك والله مكرمة تملأ بيت آبائي عزا وفخرا، ما لنا بشكر أمير المؤمنين يدان.
الخليفة :
يا أميمة، لقد كلفني مولاي أمير المؤمنين أن أستأذنك أنت وأبوك الكريم في الرحيل إليه لتكونا في جواره بقصر اللؤلؤة؛ اعترافا بفضل أبيك على آل بيته، وأملا في الائتناس به وبرأيه.
البدوية :
إن أمير المؤمنين يستكثر قليلنا ويستكبر صغيرنا، فاحمل إليه سلامنا وشكرنا ثم ابذل له عذرنا، إنا قوم لا نطيق سكنى الحضر ولا نستلذه، فما ظنه أمير المؤمنين برا بنا ليس إلا شقوة لنا، له منها ثواب حسن نيته ولنا فيها عذاب إيثاره.
الخليفة :
ولكن قصر اللؤلؤة يا أميمة مغنى ليس له في القصور مثيل.
البدوية :
من ذا يترك هذه البادية الواسعة الأرجاء، يؤثر عليها غرفا ضيقة الصدر مقيدة الهواء؟ من ذا يترك سماء الله انتثرت فيها نجوم اللؤلؤ والجمان، إلى قبة دانية افتعلتها يد الإنسان؟ إن العربي أيها الفارس لا يعتاض عن خيمته إيوان كسرى، ولا حاضر نعمته نعمة أخرى، يذود عن المدينة ليبقي على نفسه سيفه وخلقه ودينه، يرى أهل الحضر فيشفق عليهم، ويستنظر الله إليهم؛ خلق غير وثيق، وتنكر للصديق عند الضيق، سعاية يوم الامتحان، ووشاية يوم الكتمان، وما نرضى لأنفسنا أيها الفارس، ولا لأعقابنا حالا كهذا:
نحن قوم نرى الحياة اعتزازا
অজানা পৃষ্ঠা