1
ومع ذلك تصبو إلى جمال فتاة عربية شريدة في الفيافي، ولا تجد غضاضة عليك أن تهبها كل جاهك وعزك كما تقول، فما هذا يا مولاي؟
الخليفة :
أصغ يا أبا علي، هاك الجواب: لقد شبعت نفسي من كل شيء؛ نلت كل ما تشتهي النفوس، وبلغت أقصى المقاصد، وهدأت ثائرة النفس مني، فأنا أستطيع اليوم أن أعرف السر ... أتدري ما هذه الدنيا التي نعيش فيها؟ وما دنيا من سبقونا في الجاهلية، وما بعدها ... في الشرق والغرب على اختلاف العادات، والمشارب؟!
أبو علي :
هات لنرى!
الخليفة :
الدنيا هذه ... أي طريقة معاش الناس، أمر افتعلوه؛ خلقوه لأنفسهم، ونشأوه لأنفسهم كما تنشئ لنفسك دارا تحشوها أثاثا، وتهيئها كما تشتهي، وقد تتقوض، وتبنى على نظام آخر يختلف عن الأول في كل شيء؛ تتغير أو تفنى، ولكن الأرض التي تقيم دارك عليها باقية لا تتغير ولا تفنى.
أبو علي :
هذا صحيح، كل ما خلقه الله يبقى ولا يتغير، وكل ما خلقه الإنسان يتغير ويفنى. هذا شيء صريح؛ فما المراد؟
অজানা পৃষ্ঠা