من كل ضاحكة الترائب أرهفت
إرهاف خوط البانة المياس
فإذا مشت تركت بقلبك ضعف ما
بحليها من كثرة الوسواس
وما زلت أحدق عيني في كل رائحة وغادية، حتى تألمت عيناي، فكأنما أطالع ذكاء، في كبد السماء، وكنت كلما بهرتني الثغور الضواحك وأسرتني العيون الفواتك، أفكر في جناية الجمال، على عشاق الجمال وعلى أهل الجمال، ثم أفكر في فضل الجمال، على أعداء الجمال؛ ففي العالم مئات الألوف من القسيسين والرهبان والعلماء، تصرف عليهم المرتبات؛ لأنهم يلقون الخطب الرنانة في ذم الجمال، وأهل الجمال، وعشاق الجمال.
مر بخاطري ذلك وأنا في فندق الهيليوبوليس، فعرفت أنه كلما وجدت الرذيلة وجد موجب للدعوة إلى الفضيلة، ووجد الوعاظ ما يأكلون، ثم استسلمت إلى التفكير العميق.
والآن في الساعة الثانية بعد نصف الليل، وقد مضى على تلك الليلة ست ليال؛ أفكر من جديد في جناية الجمال، على عشاق الجمال، وعلى أهل الجمال، ثم أطيل التفكير في فضل الجمال، على أعداء الجمال.
تعرض رسل الشوق والركب هاجد
فتوقظني من بين نوامهم وحدي
وما شرب العشاق إلا بقيتي
অজানা পৃষ্ঠা