أفانين شتى من عقيق ومن در
فقلت له أسعف فقيرا وداوه
عسى يكشف الرحمن ما بك من ضر
في موقف التوديع
لم أجد فيما أعرف من فلسفة اللغة أصدق من كلمة «وداع»؛ فإنها مفترقة الحروف إذ كانت تؤذن بالفراق:
ومهجتي ساعة توديعه
تفرقت مثل حروف الوداع
فإن أردتم جمع تفريقها
فذاك موقوف على الاجتماع
الوداع، ما هذا الذي أجد عند كتابة هذه الكلمة؟ ما لي أغص بريقي حين أراها مسطورة في كتاب؟ أتراها قبست من قلوب المودعين فهي جمرة تلتهب ونار تشتعل؟ أم تراها أخذت من زفراتهم المتقطعة، فهي تقطع القلوب، وتفتت الأكباد؟ وما لي أراها محزنة مبكية؟ أتراها عين ما سمي بها، ونفس وما وضعت له؟ أم هي مقلوبة عن «أوعد» ففيها الإرهاب والتخويف؟
অজানা পৃষ্ঠা