إذن فكيف يجرؤ هؤلاء أن ينتسبوا إلى العرب، أو ينتموا إلى الفراعنة، وهم ما يحسنون غير التهنئة بمولود، أو التعزية بمفقود، كأنهم ما خلقوا إلا ليبكوا مع الباكين أو يضحكوا مع الضاحكين؟
أين شعراء الوطنية؟! أين عشاق الحرية؟!
فهذا أوان الشعر سلت سهامه
معا بلها والمرهفات السلاجم
لقد مات منهم من مات، واغترب من اغترب، وبقي جماعة يقلون عند الفزع، ويكثرون عند الطمع.
رضوا بصفات ما عدموه جهلا
وحسن القول من حسن الفعال
4
يكتب صاحب العزة علي بك فهمي كامل مقالات شيقة تحت عنوان «لو كنا مستقلين» جاء في أولها قوله: «لو كنا مستقلين لعم العلم الديار، وراجت الصناعة في كل الأمصار، وحل اليسر محل البوار، وأصبح المصري في كل مكان، يشار إليه بأطراف البنان.»
وأنا أضيف إلى كلماته الجملة الآتية: لو كنا مستقلين لكثر شعراء الحماسة، وقل شعراء الخلاعة ، ولعادت للشعر مواقفه المشهودة، ومشاهده المعروفة، يوم كان بيت يبعث الحرب، وقصيدة ترجع السلام.
অজানা পৃষ্ঠা