============================================================
دولة أحمد بن طاولون 128 وكان كريم اليد، سخى النفس، منقادا إلى الشريعة، يحب العلماء والصاحاء؛ وكان عنده التوامنع، يصلى على من يموت من أهل مصر، من فقير او غنى؛ وكان له اشتغال بالعلم ، وطلب الحديث؛ وكان يتصدق فى كل أسبوع على نتراء 6 الباد ، بثلاثة آلاف دينار، غير الرواتب الجارية على أهل المساجد والزوايا، فى كل شهر ألف دينار؛ وكان يرسل إلى مجاورين الحرمين فى كل سنة كسوة الشتاء والصيف: وكان نافذ الكلمة، وافر الحرمة ، استقل فى ايامه بفلك معسر، ولم يدخل تحت طاعة خلاء بغداد ؛ وكان حكمه من بلاد الغرب إلى الفرات، وفتح فى أيامه مدينة أنطاكية، وغيرها من البلاد؛ وكان الناس يخيرونه على خلفاء بغداد فى عدله بين الرعية.
غير أنه كان شديد الغضب، سييء الخلق، سفا كا للدماء ، إذا قدر لم يعفه ، حتى قيل مات فى جبه ثمانية عشر آلف إنسان؛ ولما مات دفن خارج باب القرافة: 12 قال بعض الثقات : كنت أرى شيخا من أهل العلم، يقرا على قبر الآمير أحمد ابن طولون فى كل يوم، ثم رأيته بعد ذلك ترك القراءة على قبره ، فسألته عن ذلك ، فقال لى : " كان للأمير أحمد على من البر والإحسان ما لا أطيق وسنه، فأحببت أن أواسيه بشيء من القران بعد موته ، فرايته فى بعض الليالى فى المنام ، فقال لى :
يا فلان ، بالله لا ترجع تقرأ (82 ب) على قبرى شييا ، فلا تمر بى آية من القرآن إلا قيل لى : أما سمعت هذه الاية فى دار الدنيا، فهل لا كفت تعمل بها؟ وما رأيت أشد على ماوك الدنيا من الححجاب ، فى كتمهم لحواييج المظلومين عن الماوك" .
وقد قيل فى المعنى : واو أتا إذا متنا تركنا لكان المسوت راحة كل حق ولاكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعد ذاع.
عن كل شى (5) مجاورين : كذا فى الأصل.
(11) م يعف : م يعفوا.
পৃষ্ঠা ১৬৮