বাদাইয়াতুল খায়াল
بدائع الخيال
জনগুলি
د لرمي الجمار ولثم الحجر
فوا عجبا من مقالاتهم
أيعمى عن الحق كل البشر
المعري
كان في مدينة سورات في الهند مشرب يجتمع فيه الكثير من الغرباء السائحين وأهل الأسفار المتجولين من مختلف الأقطار للسمر والحديث، وقد اتفق أن رجلا فارسيا من علماء اللاهوت أم هذا المشرب في أحد الأيام، وكان قد صرف أيام حياته يدرس كنه الإله وحقيقته، غير تارك بحثا كتبه الأولون في ذلك الموضوع إلا قرأه وكتب عنه، وما زال هذا شأنه يفكر ويقرأ ويكتب حتى سلب عقله، واضطربت عقيدته، وانتهى به الأمر إلى إنكار وجود الخالق، ثم اتصل خبره بالشاه ملك فارس؛ فأمر بأن ينفى من مملكته.
لم يجن المسكين أي ثمرة من مجهود بحثه ودراسته في المسبب الأول، وبدل أن يفهم أنه فقد عقله سلك سبيل إنكار وجود إرادة عليا مسيطرة على عالمنا الأرضي.
كان لذلك العالم عبد أسود يتبعه حيثما سار، فلما ولج باب المشرب جلس العبد على حجر خارج الباب تحت أشعة الشمس، وأخذ يضرب أسراب الذباب التي كانت تطن حوله، أما سيده فجلس على أريكة مستطيلة داخل المشرب، وطلب فنجانا من الأفيون وتجرعه، وبعد أن دب مفعول المخدر في تلافيف دماغه، أخذ يحادث الخادم من خلال الباب المفتوح قائلا: «خبرني أيها العبد التعس، أتعتقد أن هنالك إلها أم لا؟»
فأجابه العبد بقوله: «لا ريب في أن هنالك إلها.»
ثم أخرج توا من منطقته صنما من خشب وهو يقول: «هذا هو الإله الذي حرسني منذ ولدت، كل إنسان في بلادنا يعبد الشجرة المقدسة التي من خشبها عمل هذا الإله.»
استرعت هذه المحاورة الدائرة بين اللاهوتي ومولاه انتباه ضيوف المشرب الآخرين، وقد أدهشهم سؤال العالم، وزادهم جواب مولاه دهشة ، فانبرى برهمي من الحاضرين عند سماعه كلمات العبد، وقال: «أيمكن أن تصدق أيها البائس الأبله أن الإله يحمل في منطقة رجل؟! ليس هناك إلا إله واحد؛ هو برهما، هو أكبر من العالم بأسره؛ لأنه خالقه، إن برهما هو الإله الأحد القدير، وباسمه العظيم بنيت المعابد على ضفاف نهر الكنج؛ حيث يعبده الكهنة البرهميون الذين يعرفون دون سواهم الإله الحق، لقد مضت عشرات الألوف من السنين، وتوالت الانقلابات تلو الانقلابات، وهؤلاء الكهنة محتفظون بنفوذهم؛ ذلك لأن برهما الإله الأحد الحق باسط عليهم جناح حمايته.»
অজানা পৃষ্ঠা