91
لكم دون الكلاب. قال: وأخوهما السفاح ظمأ خيله ... حتى وردن جبا الكلاب نهالا الجبا: الماء بعينه، والجبا: الحوض أيضًا. والضحضاح: الماء القليل يضطرب على وجه الأرض. والخيسفوج: القطوف والخشب اليابس. ومن ذلك ما رواه أبو عزبة قال: أقبل النابغة الذبياني يريد سوق بني قينقاع، فلحق الربيع بن أبي الحقيق نازلًا من أطمه، فلما أشرفا على السوق سمعا الضجة، وكانت سوقًا عظيمة، فحاصت بالنابغة ناقته. فقال: كادت تهلل من الأصوات راحلتي ثم قال: يا ربيع أجز. فقال: والنفر منها إذا ما أوجست حلق فقال: ما رأيت كاليوم شعرًا! ثم قال: أجز: لولا أنهنهها بالزجر لاجتذبت فقال: متى الزمام وإني راكب لبق فقال النابغة: قد ملت الحبس في الآطام واشتعفت فقال: إلى مناهلها لو أنها طلق فقال النابغة: يا ربيع أنت أشعر الناس. ومن ذلك ما رواه إبراهيم بن المدبر عن إبراهيم بن العباس الصولي، قال: وحدثني به دعبل أيضًا - وكانا متفقين - قال: كنا نطلب جميعًا بالشعر، فخرجنا سنة وكانت محلًا، فابتدأت أقول في المطلب ابن عبد الله: أمطلب أنت مستعذب فقال دعبل: لسمر المنايا ومستقبل فقلت: فإن أشف منك تكن سبة فقال دعبل: وإن أعف عنك فما تفعل وقد ذكر الصولي في كتاب الوزراء قال: حدثني محمد بن يحيى، قال: قدم أعرابي اسمه عتبة يقول الشعر، وكان ظريفًا من الأعراب، فضمه الحسن بن وهب إليه، فاجتمع الحسن يومًا وإبراهيم بن العباس، فقال لهما عتبة هذا: إن كنتما تقولان الشعر بالعجلة، فاهجواني، فقال الحسن: لمن طلل في رأس عتبة مقمل فقال إبراهيم: عفته رياح الصفع تعلو وتسفل فقال الحسن: شكا ما يلاقيه من الصفع رأسه فقال إبراهيم: تناوبه منه جنوب وشمأل فقال الأعرابي: والله لئن لم تمسكا لأخرجن من البلد. وذكر الصابي في كتاب الوزراء والكتاب قال: روى أبو الفتح منصور بن محمد بن المقتدر الأصفهاني، قال: كان أبو القاسم ابن أبي العلاء الشاعر من وجوه أهل أصفهان وأعيانهم

1 / 96