يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بن أبي بُكَير، حدثنا زُهَير، عن سُهَيل بن أبي صَالِح، عن أَبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال:
«سَألتُ رَبِّي ﷿ فوعدَني أن يُدْخِلَ من أُمتي الجنة سَبعون ألفًا على صُورَة القَمَر ليلة البدر، فاسْتَزدت، فَزَادَني مع كُلِّ ألف سَبعين ألفًا، فقلت: أي رَبِّ، أَرأَيت إن لم يكن هَؤلاء مُهَاجِري أمتي، قال: إذًا أُكْملهم لك من الأَعْرَاب» (١).
(٤٣٩) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو بكر القاضي، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقُوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ -وهو السَّيْلَحِيْنِيُّ-، أخبرنا الضَّحَّاك بن نَبَرَاسٍ الأَزْدِيُّ (٢)، حدثني ثَابِتُ بنُ أَسْلَم البُنَانِيُّ، عن أبي يَزيد المَدِيني، عن عمرو بن حَزْم الأنصاري قال: تَغَيَّب عَنَّا رسولُ الله ﷺ ثَلاثًا، لا يخرج إلا لِصَلاةٍ مَكْتُوبَة، ثُم يَرجع، فلما كان يوم الرَّابِع، خَرَج إِلَينا، فقلنا يا رسول الله: احْتَبَسْت عَنَّا حتى ظَننا أنه قد حَدَثَ حَدَثٌ، قال:
«لم يَحدُث إلا خيرًا، إن ربي ﷿ وَعَدَني أَن يُدخِل مِن أُمتي الجَنة سَبعين ألفًا لا حساب عليهم، وإني سألتُ رَبِّي في هذه الثلاثة الأيام المَزِيد، فَوَجدت رَبي وَاحِدًا مَاجِدًا كَرِيمًا، فَأعطاني مَع كُلِّ وَاحِد مِن السبعين ألفًا، سَبعين ألفًا،
(١) أخرجه أحمد (٨٧٠٧)، عن يحيى بن أبي بكير، به.
(٢) في «م»، و«ش» (الأسدي) بالسين المهملة، والمثبت من «ب»، و«ث» بالزاي المعجمة، وكذا في جميع مصادر ترجمته، وينظر «تهذيب الكمال» (١٣/ ٢٩٩)، والأسْدي -بسكون السين المهملة-، والأزدي -بالزاي المعجمة- سواء وهي نسبة للأزد، فيبدلون السين من الزاي، وينظر «الأنساب» للسمعاني (١/ ٢٢٦).