من الله ورسوله او إمام سابق سبب مستقل فى تعيين الإمام. وانما الخلاف فى انه هل يحصل تعيينه بسبب غير النص أم لا. فمنع اصحابنا الامامية من ذلك ، وقالوا لا طريق إلا النص لأنا قد بينا أن العصمة شرط فى الإمامة ، والعصمة أمر خفى لا اطلاع عليه لأحد إلا الله ، فلا يحصل حينئذ العلم بها فى أى شخص هى إلا بإعلام عالم الغيب. وذلك يحصل بأمرين : أحدهما ، إعلامه بمعصوم كالنبى فيخبرنا بعصمة الإمام وتعيينه. وثانيهما ، إظهار المعجزة على يده الدالة على صدقه فى ادعائه الإمامة. وقال اهل السنة اذا بايعت الأمة شخصا غلب عندهم استعداده لها ، واستولى بشوكته على خطط الإسلام ، صار إماما. وقالت الزيدية كل فاطمى عالم زاهد خرج بالسيف وادعى الإمامة فهو إمام. والحق خلاف ذلك من وجهين : الأول أن الإمامة خلافة عن الله ورسوله فلا يحصل إلا بقولهما. والثاني ، ان إثبات الإمامة بالبيعة والدعوى يفضى إلى الفتنة لاحتمال أن يبايع كل فرقة شخصا ، أو يدعى كل فاطمى عالم الإمامة فيقع التحارب والتجاذب.
قال : الرابع ، الإمام يجب أن يكون أفضل الرعية لما تقدم فى النبي.
اقول : يجب أن يكون الإمام أفضل اهل زمانه لانه مقدم على الكل ، فلو كان فيهم من هو أفضل منه لزم تقدم المفضول على الفاضل ، وهو قبيح عقلا وسمعا ، وقد تقدم بيانه فى النبوة.
قال : الخامس ، الإمام بعد رسول الله (ص) علي بن أبى طالب (ع) للنص المتواتر من النبي (ص) ولأنه أفضل اهل زمانه لقوله تعالى : ( وأنفسنا وأنفسكم ) ومساوى الأفضل أفضل ، ولاحتياج النبي إليه فى المباهلة ، ولأن الإمام يجب أن يكون معصوما ، ولا أحد من غيره ممن ادعى له الإمامة بمعصوم إجماعا ، فيكون هو الإمام. ولأنه
পৃষ্ঠা ৪৪