فقال قوية: هذا لك يا سيدي.
وعند ذلك اندفع السيد غاضبا كأنه كان يمسك نفسه قسرا عن غضبه، فانفلت فجأة من زمامه منفجرا وقال في صوت مجلجل: لقد أخطأت إذ حسبتك أهلا لإكرامي، فجرأك ليني على مراجعتي وصدي حتى وقفت في وجهي تراجعني في كل لفظ وتعصي أمري، فاذهب إذن وستعرف أنك كنت أحمق الناس وأسفههم رأيا.
فوقف قوية هادئا أمام دفعته قائلا: وما الذي أغضبك مني حتى تصيح بي هكذا؟ لقد سألتني فأجبتك كما يجيب الإنسان إنسانا.
فصاح السيد واشتد حنقه: إنسان وإنسان؟! عمى في عينك أيها الولد الوقح.
وقام من مقعده ثائرا.
فالتفت إليه قوية وصلب قامته قائلا: حسبك هذا، أنت سيد عظيم وما ينبغي لك أن تتعرض لجوابي.
فصاح الرجل مرة أخرى: جوابك؟ أتهددني؟
فقال قوية معليا صوته: نعم جوابي، لست عبدا لأحد أيها السيد.
وقام الأتباع فاقتربوا من السيد ناظرين إلى قوية في حنق، وقال قوية وقد زاد صوته شدة: أنا قوية الفقير الضعيف، ولكني قوية فماذا تريد مني؟
فهدأ الرجل نفسه وجلس قائلا: هذا حسن! لقد كنت مخدوعا، كنت أظن أني سأجد عندك شكرا وجوابا غير هذا.
অজানা পৃষ্ঠা