توجهوا جميعا إلى الباب الأمامي، الذي كان قد أغلقه أحد الأشخاص، غالبا الساقي. كان وابل من الحصى الصغير يقع عليه محدثا ضجة مثل سقوط البرد. وقد ثبط الصوت السيد لاكرستين عن عزمه فتراجع وراء الآخرين.
وقال: «اللعنة، فليتربس أحدكم الباب اللعين!»
قال السيد ماكجريجور: «لا، لا! لا بد أن نخرج. من المهلك ألا نواجههم!»
فتح الباب وقدم نفسه لهم بجسارة من أعلى السلم. كان في الممشى نحو عشرين بورميا، في أياديهم إما سيوف وإما عصي. وخارج السور، على امتداد الطريق في الجهتين وحتى الميدان كان حشد ضخم من الناس. كان كأنه بحر من الناس، ألفان على الأقل، جعله ضوء القمر يبدو أبيض في أسود، وقد لمعت في مواضع شتى منه سيوف معقوفة. وقف إليس بهدوء بجانب السيد ماكجريجور، واضعا يديه في جيوبه. أما السيد لاكرستين فقد اختفى.
رفع السيد ماكجريجور يده إيذانا بالصمت. ثم صاح بصرامة وقال: «ما الهدف من هذا؟»
تصاعدت صيحات، وطارت من على الطريق كتل من اللاتريت بحجم كرات الكريكيت، لكنها لم تصب أحدا لحسن الحظ. استدار أحد الرجال الذين على الطريق ولوح بذراعه للآخرين، هاتفا ألا يبدءوا القذف بعد. ثم تقدم لمخاطبة الأوروبيين. كان رجلا متين البنيان طلق المحيا في نحو الثلاثين من العمر، ذا شارب مقوس لأسفل، يرتدي قميصا تحتانيا، وإزارا مثنيا حتى ركبتيه.
قال السيد ماكجريجور مرة أخرى: «ما القصد من هذا؟»
تحدث الرجل بابتسامة مبشرة، وأسلوب ليس بالغ الوقاحة. «لم نأت لنتشاجر معك يا سيدي. لقد جئنا من أجل تاجر الأخشاب، إليس.» (نطقه إليت) «فالصبي الذي ضربه هذا الصباح فقد بصره. لا بد أن ترسل إلينا إليت، حتى نستطيع أن نعاقبه. أما بقيتكم فلن يمسكم أذى.»
قال إليس من فوق كتفه لفلوري: «فلتتذكر وجه ذلك الشخص. سنحبسه سبع سنوات على ذلك لاحقا.»
امتقع السيد ماكجريجور فصار قرمزيا تماما لبرهة من الوقت؛ كان سخطه بالغا حتى كاد يختنق به. ظل بضع لحظات لا يقوى على الكلام، وحين تكلم تكلم بالإنجليزية. «من تظن نفسك مخاطبا؟ لم أسمع طوال عشرين عاما وقاحة هكذا! اذهبوا في الحال وإلا استدعيت الشرطة العسكرية!» «من الأفضل أن تسرع أيها السيد. نعلم أنه لا يوجد عدالة لنا في محاكمكم، لذلك لا بد أن نعاقب إليت بأنفسنا. أرسله إلينا هنا. وإلا جعلناكم جميعا تبكون على ذلك.»
অজানা পৃষ্ঠা