আমার পাতা … আমার জীবন (প্রথম পর্ব)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
জনগুলি
أصابتني رجفة، حركت رأسي بعيدا عن القمر، الحملقة في البدر بالعينين المفتوحتين تسلبهما البصر، هكذا سمعت من الناس، اشتدت الرجفة في جسدي، الخوف من فقدان البصر أم الهواء ازداد برودة؟ جالسة في مقعدي بالفرندة، مقعد من القش فوق شلتة صغيرة لها كيس أبيض.
رأيت البقعة الحمراء فوق الكيس الأبيض، غاص قلبي في قدمي، لم يمض إلا أسبوعان فقط منذ الحيض الأخير، «المفروض أن يمضي شهر أو ثلاثة أسابيع على الأقل»، علاقة ما بين دورة القمر في السماء ودورة الحيض عند النساء، هكذا سمعت من جدتي: «البدر» المتوهج بالضوء قادر على تفجير دم الحيض؟! انجذاب الدم الأحمر للقرص الفضي كما تنجذب إليه العيون؟
الدورة في جسدي لم تكن تتبع دورة القمر؛ لها نظامها الخاص الخارج عن نظام الكون، تمضي أربعة أسابيع دون أن أرى البقعة المدنسة، يخف قلبي، أشعر بالفرح ... أتصور أن الله سمع دعائي، منع عني الأذى، فأراه ماثلا في السروال كالقضاء والقدر، يتحول إلى نزيف ينخلع له القلب، يستمر يوما أو يومين أو عشرة، ينقطع ثم يعود بعد أسبوع أو أسبوعين، يشتد إذا قفزت عاليا، أو إذا سعلت أو عطست أو حزنت أو فرحت أو أصابني انفعال أكثر من المعتاد. «فتحي جاي بكرة»، الفرح يشتد ومعه الألم، في الصباح لم أنهض من السرير، آلام كثيرة تجتاح جسدي، حشرجة في قلبي وصدري مع السعال، تقلصات في الأحشاء والمعدة مع القيئ، إحساس بالدنس والمهانة، الرغبة في الاختفاء عن العيون.
أبالغ في المرض، أسعل بصوت عال حتى تسمعني أمي، تتركني راقدة لا تكلفني بعمل شيء في المطبخ، يشتد السعال فيظن أبي أنني مريضة بالسل مثل عمتي بهية، أبتلع دواء مرا رائحته نفاذة كصبغة اليود، تضع أمي فوق ظهري لبخة «الأنتوفلوجيستين»، عجينة داخل علبة من الصفيح تسخن على النار حتى تغلي، ثم تفرش فوق الجلد ... لا تفعل اللبخة شيئا إلا بعض الحروق والتسلخات ... تستبدل أمي هذه اللبخة بشيء آخر يسمونه «كاسات الهواء»، كئوس زجاجية يوضع داخلها نار لإحراق الهواء ثم تقلب فوق الظهر، ينشفط اللحم داخل الكأس ليحل مكان الهواء المفرغ، كانت الفكرة أن البرد أو المرض ينشفط أيضا خارج الجسم إلى الكأس، ويحدث الشفاء، الشفاء لم يكن يحدث، بل الآلام الشبيهة بنار جهنم والحروق في الجلد.
كنت أفضل هذه الآلام على النهوض من السرير أو غسل الصحون في الحوض أو دعك بلاط المطبخ أو المرحاض، كان سريري من الصاج الأبيض يشبه أسرة المستشفيات له ملة من الأسلاك الطويلة المستقيمة المشدودة، تضيع استقامتها، تنحني تحت ثقل جسمي. في أيام الحزن والحيض يثقل قلبي، تنحني الأسلاك أكثر، تئن من تحتي كأنين القطة المريضة، ونشيج طفلة صغيرة تشعر بالوحدة.
كان لغرفتي نافذة لها قضبان حديدية مثل النوافذ الأخرى في البيت، تصورت أن وظيفة هذه القضبان هي منع البنات من الخروج، وليس منع اللصوص من الدخول، شعاع من الضوء دخل من بين القضبان ومعه صوت يشبه الغناء: أهلا نوال.
من تحت النافذة رأيته واقفا، لم أر منه شيئا إلا هو ... الحضور المفاجئ، التجسد لشيء كنت أظنه خيالا، لم أكن أرى إلا نصفه الأعلى أو هما العينان فقط ... هاتان العينان لا أرى منهما إلا البريق أو الضوء، الشمس تنعكس في عيني، فلا أرى شيئا، أو ربما هو حضوره المفاجئ يجعلني لا أرى شيئا حتى حضوره ذاته.
كنت أستحضر هذا الحضور تحت الغطاء في سريري أحاول أن أجسده، غيابه كان أكثر عذوبة، أكثر تألقا، كنت قادرة على تجسيده على النحو الذي أريد، أختفي حين أراه لأتخيل حضوره وهو غائب، أصبح الخيال أجمل من الواقع. - أهلا يا نوال. - أهلا يا ...
لم أنطق اسمه، رأيته يبتسم، أشرق وجهه، تألق البريق في عينيه كالضوء القوي، لا يمكن للعين أن تحملق فيه. مضى في طريقه ممسكا حقيبة جلدية سوداء، وفي يده الأخرى العود داخل كيس من الدمور، يضربه الهواء الذي هب فجأة، واحتجب الشعاع وراء السحب.
كنت واقفة وراء النافذة أمسك القضبان الحديدة بيدي الاثنتين، الحديد الصدئ يخدش بطن اليدين، أمسكه بقوة لا أتركه، الشيء الصلب المتزن في كون غير متزن، اختفيت وراء النافذة، أخفي وجهي، خداي ساخنتان، يداي باردتان خشنتان، الخدوش فوقهما تزيدهما خشونة، تمسكان بشرتي الملتهبة، أكنت مريضة بالحمى أو السل الرئوي؟
অজানা পৃষ্ঠা